المواطن24
ما يزال موضوع الفصل بين الجنسين في المدارس مثار جدلٍ عالمي. فالمدارس أحادية الجنس عاودت الظهور خلال القرن الحالي في دول متقدمة عنا كبريطانيا وأستراليا. وينبع الجدال في هذه الدول من اختلاف الآراء حول نظريات التعلم وفروقه وطرق معالجة الفروق بين الجنسين. وعلى الرغم من ادعاء الداعمين للفصل حصول الطلبة على تعليمٍ أفضل، فقد ظهر الكثير من المناهضين للفكرة في هذه الدول، سيّما وأنه لا توجد أية أسس علمية لكل هذه الادعاءات، وما هي سوى دعوةٍ للرجوع إلى الماضي.
أما على المستوى العربي، فيُمثل الموضوع حربًا لا جدالًا بين الطرفين، وذلك بالنظر لأسباب الفصل. فموضوع الاختلاط – أي اختلاط – يُمثل رعبًا بالنسبة لمعظم الآباء العرب، فكيف بالاختلاط لساعات طويلةٍ أثناء الدراسة. وبعكس الدول التي ذكرناها سابقًا، فالفصل بالتعليم بناءً على الجنس عربيًا نابعٌ من عادات قديمة ومتأثرٌ بإيديولوجيات دينيةٍ مُختلفة وغير محصورٍ على دينٍ معين. وعلى سبيل المثال، فإن هناك بعض المدارس أحادية الجنس تعود للمسيحيين في مصر والأردن وسوريا.
وهذا يعني أن توجيه الانتقادات للفصل يقود إلى حروب ما بعدها حروب!
على الرغم من استشهاد المؤيدين والداعين إلى الفصل بالتجارب في الدول الأوروبية، إلا أن المشرفين على العملية التربوية عربيًا يديرونها بشكل غير تربوي. وقد تناسى هؤلاء كل البرامج التي تفعّلها دولٌ كأستراليا في هذه المدارس لتعزيز مكانة الجنس الآخر ودوره في المجتمع في أذهان الطلبة. كما أنهم تناسوا تجهيز المعلمين والطلبة لهذه التجربة على حدٍّ سواء.