[information]المواطن 24 – واشنطن[/information]
في ظل أجواء من التوتر، يستعد الأمريكيون، الأربعاء المقبل، لتنصيب رئيسهم السادس والأربعين، جوزيف آر.بايدن إلى جانب نائبته، كامالا هاريس، في عاصمة فدرالية شديدة التحصين من خلال انتشار ملفت لقوات حفظ النظام.
ولا يشبه هذا الحدث المنظم تحت شعار: “أمريكا موحدة” الاحتفالات التقليدية الفخمة التي تخلد للحظة رسمية مماثلة تُميز الانتقال السلمي للسلطة من رئيس إلى خلفه.
فبالإضافة إلى وباء (كوفيد- 19) الذي يضرب البلاد، بحصيلة تقارب 400 ألف قتيل، فإن شبح اندلاع أعمال عنف جديدة بعد اقتحام مبنى الكابيتول في 6 يناير الجاري، أجبر اللجنة المنظمة على تخفيف برنامج الحفل بشكل ملحوظ والحد على نطاق واسع من تدفق الجماهير التي كانت تتوافد في السابق بمئات الآلاف على حديقة “ناشيونال مول” لمتابعة الاحتفالات. وقد تم إغلاق هذه الساحة منذ يوم الجمعة الماضي إلى غاية اليوم الذي يلي حفل التنصيب.
ويتولى جو بايدن مهامه في ظل أمريكا منقسمة بشكل عميق بعد انتخابات رئاسية مثيرة للجدل، ظل فوزه فيها محل تشكيك إلى آخر رمق من طرف منافسه الجمهوري. كما أدى العنف أثناء اقتحام مبنى الكابيتول خلال جلسة المصادقة على النتائج إلى تفاقم الوضع.
وفي واشنطن، بلغت حالة التأهب أعلى مستوياتها مع نشر أكثر من 25 ألفا من أفراد الحرس الوطني والشرطة، بعد أن حذر مكتب التحقيقات الفيدرالي من خطر الاحتجاجات التي تتورط فيها الجماعات اليمينية المتطرفة، من ضمنهم أفراد مسلحون.
وقد أقيمت نقاط تفتيش في جميع أنحاء العاصمة شبه المهجورة حاليا. فمنذ عدة أيام، تم إغلاق الشوارع الرئيسية بوسط المدينة، حيث تقع مقرات البيت الأبيض والكابيتول والمباني الفيدرالية الأخرى، أمام المركبات وأغلقت محطات المترو.
وصرحت عمدة العاصمة، مورييل باوزر، بخصوص الوضع الحالي للمدينة، قائلة “أنا حزينة بشأن هذا الموضوع، يتعين علي أن أخبركم أنه يجب القيام بالأمر بهذه الطريقة”. لكنها أضافت: “لدينا مسؤولية خاصة: تأمين انتقال سلمي للسلطة في بلدنا” بعد أعمال العنف في الكابيتول التي أدت إلى تعقب واسع النطاق لمثيري الشغب، إلى جانب قيود مكثفة على شبكة الأنترنت.
نفس الالتزام من أجل انتقال “آمن تماما” يتقاسمه نائب الرئيس مايك بنس الذي سيحضر حفل أداء الرئيس المقبل لليمين.
وبينما صرح دونالد ترامب أنه “أصيب بالصدمة بسبب أعمال العنف وانعدام القانون والفوضى” أثناء الهجوم على مقر الكونغرس، أشار إلى أن “الوقت قد حان للتهدئة والمصالحة”. لكنه أكد، مع ذلك، أنه لن يحضر حفل تنصيب بايدن.
في تاريخ الولايات المتحدة، لم يتخلف سوى ثلاثة رؤساء عن حفل أداء خلفهم لليمين: جون آدامز سنة 1801، وابنه جون كوينسي آدامز في 1829، وأندرو جونسون، وهو ديمقراطي غاب عن حفل التنصيب سنة 1869 بعدما خلفه الجمهوري أوليسيس س.غرانت.
وبموجب التعديل العشرين لدستور الولايات المتحدة، تبدأ فترة ولاية كل رئيس منتخب ونائبه في ظهر يوم 20 يناير من العام الذي يلي الانتخابات. ويجب على كل رئيس أن يؤدي اليمين ولا يمكنه تولي مهامه دون القيام بذلك، ويرمز الاحتفال المنظم لهذا الغرض إلى الانتقال السلمي للسلطة من الرئيس المنتهية ولايته إلى خلفه.
وتضم قائمة الحضور الرؤساء السابقين باراك أوباما وجورج دبليو.بوش وبيل كلينتون. فيما أعلن جيمي كارتر، البالغ من العمر 96 عاما، أنه لن يحضر حفل تنصيب جو بايدن.
ووفقا لوسائل الإعلام، فقد سمحت اللجنة المنظمة لهذا الحدث المصغر بحضور حوالي 2000 شخص فقط، مما سيشجع الأمريكيين على متابعته من المنزل والمشاركة في الأحداث الافتراضية من أجل الحفاظ على روح الاحتفال وتجنب التجمعات الحاشدة في هذه الفترة من الأزمة الصحية. ويشمل برنامج الحفل فقرات من الموسيقى والشعر والرقص مع حضور عدد من النجوم من أجل “تكريم الأبطال الأمريكيين المتواجدين في الخطوط الأمامية لمواجهة الوباء”.
وسيؤدي بايدن اليمين على عتبات مبنى الكابيتول، قبل أن يلقي خطاب التنصيب الذي سيركز فيه على الوحدة والمصالحة من أجل مواجهة الأزمات الصحية والاقتصادية والتوترات الاجتماعية القوية التي تواجه البلاد.
وسينشط الحفل اثنان من المشاهير: ليدي غاغا التي ستغني النشيد الوطني وجنيفر لوبيز التي ستقدم عرضا موسيقيا.
وقالت لجنة التنصيب الرئاسية إنه رغم إلغاء الحفل التقليدي وتنظيم العديد من الأحداث بشكل افتراضي، فإن الهدف هو تأمين “احتفال شامل وسهل الولوج يجمع الأمريكيين ويوحد أمتنا، خاصة في مثل هذه الفترة الصعبة”.