سليم لواحي ـ خريبكة
العنوان أصله هو قالت خريبكة للرباط بغيت حقي في الفوسفاط اليوم أصبح شعار ساخر لما يتعرض له سكان خريبكة من كشماط و حجر ووصاية و ردع ودفع للجهاز المخزني على الإحتجاجات المشروعة والتي يكفلها الدستور للمواطن الخريبكي ـ المغربي، ليعبر بكل أريحية عن استهجانه للسياسات العبثية لحكومة المغرب وليقول أنه ذاق ذرعا بالزيادات المتكررة في المواد الأساسية في الكازوال والوقود في وسائل النقل وغيرها .
خريبكة خرجت في 20 فبراير لتقول للكل نحن ضد غلاء الأسعار ضد احتكار السوق ضد حكومة الفشلة ضد الريع السياسي والوزيعة ديال الوزارات ضد تفقير المواطن ضد هذا وضد ذاك ، وواقع الحال أن المخزن كما قال صديق لي يجب أن يكون سعيدا بالإحتجاج العلني وبالوجه المكشوف لمجموعة من الشباب المقهور ليوصل صوته للمعنيين بكل جرأة عكس الأشخاص الصامتين الذين لا يؤتمن صفهم ولا ما قد يفعلون .
والحال أن المخزن لا يجب أن يفزع من التظاهر السلمي ولا يجب أن يعسكر خريبكة لمظاهرة لا تتعدى 200 شخص في أحسن تقدير يحاولون الترويح عن غضبهم ضد سياسيين يتاجرون في مآسيهم ومشاكلهم .
عموما شعار بغيت حقي في الفوسفاط تحول اليوم إلى بغيت حقي من الكشماط الذي لا يدخره المخزن أو السلطة الأولى في الإقليم كلما سنحت له الفرصة في مواجهة الشباب المتعطش للإحتجاج السلمي قصد إسماع رسائله لمن يهمهم الأمر، يجب أن نسجل هنا أن المقاربة الأمنية لم تكن في يوم من الأيام حلا للمشاكل والإحتجاجات ، بل على العكس النضج اليوم هو أن تفهم دوافع المواطن في خروجه للعلن للإحتجاج والبوح بما يجب أن يبوح به ولو عن طريق شعارات تبدو بسيطة في مظهرها بليغة وعميقة في صيغتها ونافذة في وصولها لمواقع القرار.
دام لنا المخزن كوصي علينا ودام لنا الكشماط كحل مؤقت لكي لا نبوح بما يضرنا فقد خلقنا فقط لدفع الضرائب وملأ صناديق وزارة المالية وليس للإحتجاج والغوت الخاوي .