لمواطن 24 … بقلم عبد الله أيت المؤذن.
يمثل العمل التطوعي أحد أبرز أوجه العطاء الذي يجسد القيم الإنسانية والوطنية في آن واحد. إنه ليس مجرد نشاطٍ يهدف إلى سدّ ثغراتٍ اجتماعية، بل هو منصة للإبداع والتعبير عن الهوية الوطنية، خاصة عندما يُستثمر في مجالات غنية كالفنون والصناعات التقليدية والتراث. الفن والعمل التطوعي: قوة التأثير والإلهام. في ظل التحولات المتسارعة التي يشهدها العالم، يبقى الفن إحدى الوسائل الأكثر فاعلية في نشر القيم وتعزيز الوعي المجتمعي. ومن خلال العمل التطوعي، يُمكن للفنان والاعلامي والمتطوعي أن يجتمعوا لإبراز التراث الوطني والفنون التقليدية في صورة حديثة، تعكس أصالة الماضي وتواكب تطلعات المستقبل. ويتحقق ذلك عبر ورش عمل، معارض، أو حتى عروض فنية متنقلة تهدف إلى إيصال رسالة مفادها أن الهوية الوطنية تتجدد بالإبداع. هذا ما نلمسه في العديد من المناطق بإقليم ورزازات داخله وخارجه قصبة تاوريرت قصبة أيت بن حدو المساجد في المجال الحضري والقروي. نمودج سقناه لكم من قرية هسكورة بإقليم ورزازات حيث التراث الاصيل بمسجد تم بناؤه حديثا وأيادي إبداعية بصمت فيه بشتى أنواع الابداع الجبص،البناء…إنه زاخر بصناعات تقليدية واخرى حاضرة. إنها الصناعات التقليدية التي تعد جسور بين الماضي والحاضر، بحيث تلعب هذه الصناعات دورًا أساسيًا في الحفاظ على التراث الثقافي، إلا أنها تواجه تحديات كبيرة في ظل العولمة. هنا، يأتي دور المتطوعين لإحياء هذه الحرف وترويجها من جديد، سواء عبر تنظيم دورات تدريبية لتعليم الأجيال الشابة أو من خلال تسويق هذه المنتجات محليًا ودوليًا باستخدام منصات الإعلام الرقمي. الإعلام كشريك أساسي في العمل التطوعي. يُعد الإعلام حلقة وصل حيوية بين المبادرات التطوعية والمجتمع. من خلال تسليط الضوء على قصص النجاح ونقل التجارب الإنسانية عن قرب، يمكن للإعلام أن يُلهم المزيد من الناس للمشاركة في العمل التطوعي. كما يُسهم الإعلام التفاعلي، من خلال تقنيات التصوير والفيديو والإنتاج الإبداعي، في تقديم التراث والفنون بطريقة تجذب الأجيال الحديثة وتعزز انتماءها. نماذج ملهمة على سبيل المثال، يمكن لمبادرة تطوعية تجمع بين الفنانين والحرفيين التقليديين أن تُنظم فعاليات تستعرض الحرف اليدوية مع عروض موسيقية أو فنية، مما يخلق تجربة متكاملة للجمهور. كما أن مشاركة الإعلاميين في هذه المبادرات من خلال إعداد تقارير ميدانية وكذلك نجد الاعلامي لديه حرفة تقليدية يساهم هو الاخر كاعلامي وكحرفي في ذات الوقت، الشيء لاحظناه بمسجد هسكورة، حيث نجد نموذج ع.ب، الذي لا يريد كشف عن اسمه، بل يعتبر ذلك في الاحسان ومن المحسنين، جزاهم الله خيرا في بناء بيوت الله التي أمر سبحانه أن يرفع فيها اسمه، بالجهود المبذولة تُسهم في تعزيز الوعي الجماهيري وتشجيع الدعم المجتمعي. وختامًا يمثل العمل التطوعي جسرًا يصل بين القيم الوطنية والإنسانية، وبين الماضي والحاضر، خاصة عندما يتخذ من الفنون والصناعات التقليدية والتراث أداة للإبداع. ومع دعم الإعلام لهذه المبادرات، يتحول العطاء إلى تجربة فريدة تجمع بين التعبير الإنساني والابتكار الثقافي، مما يعزز الانتماء الوطني ويُبرز الوجه المشرق للمجتمعات.