كوجلي لحسن
بحلول يوم الاثنين من كل أسبوع يتجدد مشكل نفاذ مادة اللحم من شلالات أوزود التي تعتبر قبلة لعشرات الآلاف من الزوار من داخل وخارج أرض الوطن، مما يخلف احتقانا وسوء رضى بين الجزارين من جهة وأصحاب المطاعم من جهة ثانية والساكنة المحلية وزوار المنطقة من جهة ثالثة.
ويرجع المهنيون سبب “أزمة اللحم” في منطقة أوزود إلى قرار رئيس المجلس الجماعي لتاكلا أواخر الشهر الماضي، والقاضي بمنع الجزارين من الذبح بمجزرة الجماعة بشكل يومي بسبب تعذر الحضور اليومي للطبيب البيطري المقيم بتنانت، والقرار حسب المهنين يتيح لجزاري المنطقة الذبح فقط 3 أيام في الأسبوع، أي أيام الثلاثاء والخميس والسبت والتوقف عن الذبح مدة أربعة أيام الأخرى وهي الأربعاء والجمعة والأحد والإثنين.
وخلق هذا القرار الذي اعتبره المتضررون أحادي الجانب استياء كبيرا، لكون فصل الصيف هو الموسم السياحي المتميز الذي يعرف نسبة كبيرة من المبيعات على خلاف الفصول الأخرى التي تعرف الحركة الاقتصادية حالة ركود، كما أن لجوء الجزارين إلى ذبح أكثر من حاجتهم اليومية من الأنعام يؤدي إلى فساد هذه المادة، نظرا لانعدام الغرف الباردة الكبيرة chambres froides عند جزاري المنطقة أو تابعة للمجزرة.
واستنكر عدد من المهتمين بالمنطقة اتخاذ مثل هذه القرارات التي اعتبروه مزاجية وانفرادية وغير محسوبة العواقب للساهرين على تدبير الشأن المحلي في ظل غياب المقاربة التشاركية مع من يعنيهم الأمر خاصة في ذروة موسم السياحة بالمنطقة.
وأفاد المتضررون من هذه القرار، أن هذا يدفع أرباب المقاهي إلى البحث عن ممولين خارجيين وجلب اللحم من ازيلال وأيت عتاب وتنانت وغيرها، وفتح الباب على مصراعيه للذبيحة السرية، وهو ما سيؤدي إلى تهديد صحة المستهلك وتكرار سيناريو “طاجين الدود” سيء الذكر أو أشد منه.
كما أن هذا القرار حسب زوار للمنطقة زودونا بصور أخذوها في غفلة عن صاحب محل للجزارة بالمنطقة بعدما استفسروه عن اللحم فأخبرهم أنه غير موجود، وهو ما يجعل العديد من الجزارين في عطالة خاصة وأنهم يقومون ببيع جميع ما ذبحوه في يومه.
وطالب عدد من الفاعلين المحليين في المجال من القائمين على تدبير الشأن الجماعي بأوزود توظيف بيطري من الخواص في إطار تعاقدي خلال موسم الصيف لضمان استمرارية هذا النشاط الحيوي، وضمان تزويد السوق المحلية باللحوم الحمراء بالجودة اللازمة حماية لصحة المستهلك وحفاظا على سمعة المنطقة والمجهودات الكبيرة المبذولة من طرف السلطات الإقليمية والمحلية في هذا الصدد والمجال.
والسؤال المطروح حسب ذات الفاعلين أنه: “في ظل غياب الذبيحة اليوم الاثنين، ماهو مصدر لحوم عشرات الطواجن التي يتم طبخها اليوم للزوار”.
وتبعا لقول الشاعر: “لقد أسمعت لو ناديت حيـًا.. ولكن لا حياة لمـن تنادي، ولو نارٌ نفخت بها أضاءت.. ولكن أنت تنفخ في الرماد”، فبعد شهر أو يزيد من اتخاذ هذا القرار غير المحسوب العواقب، والذي ألحق اضرارا بالمهنيين والساكنة والزوار على حد سواء، ولأن المجلس الجماعي صم أذنيه عن السماع لنبض المهنيين وشكاويهم، ولم يعر أدنى اهتمام لمطالبهم علما أنهم من المواطنين الذين اوصلوه إلى هذا المنصب والمفروض فيه وفي مجلسه أن يتفاعل إيجابا مع مطالبهم، لم يبق أمامهم غير التوجه إلى عامل صاحب الجلالة على إقليم أزيلال للتدخل العاجل لوضع حد لهذا القرار الذي يضر بمصالح المهنيين ويضر كذلك بمالية الجماعة لكون المجزرة مرفق اقتصادي عمومي يدر على الجماعات موارد مالية.