مريم بوفنان
أعلنت السلطات الصحية في فرنسا الجمعة عن تسجيل تسع إصابات بمتحورة “أوميكرون” حتى الآن، فيما تواصل السلالة الجديدة لفيروس كورونا تفشيها في العالم، ما عمق المخاوف حيال المتحورة التي باتت تطغى على سواها من المتحورات في أفريقيا الجنوبية وقد تصبح الأكثر انتشارا في أوروبا. ومن الولايات المتحدة إلى أستراليا وكافة القارات، تسعى الحكومات إلى تشديد القيود وتدرس فرض إلزامية التطعيم، علما بأنه لم تسجل حتى الآن أي وفيات مرتبطة بها.
أعلنت المديرية العامة للصحة الفرنسية الجمعة عن تسجيل ما مجموعه 9 إصابات بمتحورة “أوميكرون” حتى الآن. هذا في وقت تواصل السلالة الجديدة لفيروس كورونا انتشارها في العالم.
وبعد جزيرة لاريونيون، تم اكتشاف ثلاث حالات بالمتحورة في منطقة “إيل دو فرانس” و”أوت رين” و”فندي” وقد تبين حسب السلطات أنها قد سجلت بين مسافرين عائدين من أفريقيا.
من الولايات المتحدة إلى أوروبا وأستراليا
من جهة أخرى، رصدت الولايات المتحدة وأستراليا حالات إصابة بمتحورة “أوميكرون” الخميس والجمعة، ما يفاقم الهواجس حيال السلالة الجديدة من فيروس كورونا التي باتت تطغى على سواها من المتحورات في أفريقيا الجنوبية وقد تصبح الأكثر انتشارا في أوروبا أيضا.
وقد سجلت نيويورك خمس إصابات مؤكدة بـ”أوميكرون” الخميس، بينما سجلت إصابة في مينيسوتا وأخرى في هواي، ما يرفع إلى تسع إجمالي عدد الإصابات بهذه المتحورة في البلاد. وفي مينيسوتا، كان الشخص المصاب قد توجه إلى نيويورك لكنه لم يسافر إلى الخارج. وفي هاواي، لم يكن المصاب قد تلقى اللقاح المضاد لكوفيد، لكنه لم يسافر إلى الخارج، وهو ما يظهر أن المتحورة “أوميكرون” بدأت تنتشر بين السكان في الولايات المتحدة. وأكدت وزارة الصحة في هاواي في بيان أن الأمر يتعلق “بحالة عدوى محلية”.
بدورها، أعلنت أستراليا الجمعة عن رصد أول إصابة بـ”أوميكرون” لدى طالب لم يسافر إلى الخارج ما يشير إلى أن المتحورة بدأت تنتشر في الأراضي الأسترالية.
كما حذرت منظمة الصحة العالمية من أن احتمال انتشار “أوميكرون” على الصعيد العالمي “مرتفع”، رغم وجود كثير من الغموض بشأن هذه المتحورة، لناحية مدى قوة العدوى وشدة الأعراض التي تسببها وفعالية اللقاحات الموجودة. وباتت المتحورة الجديدة منتشرة في القارات كافة، من دون أن تسجل حتى الآن أي وفيات مرتبطة بها.
في السياق، أعلن المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها، ومقره ستوكهولم، الخميس، عن أن المتحورة أوميكرون “يمكن أن تتسبب بأكثر من نصف الإصابات الناجمة عن فيروس سارس-كوف-2 في الاتحاد الأوروبي في غضون الأشهر القليلة المقبلة”.
تدابير صارمة وقيود على السفر
وأظهرت دراسة أجراها علماء من جنوب أفريقيا أن خطر الإصابة بكوفيد-19 مرة أخرى أعلى بثلاث مرات مع المتحورة “أوميكرون” مقارنة بالمتحورتين بيتا ودلتا. وفي جنوب أفريقيا حيث رصدت المتحورة الجديدة أول مرة الأسبوع الماضي، تحدثت السلطات عن انتشار “متسارع” لفيروس كورونا، وباتت “أوميكرون” هي المتحورة السائدة.
ولم يسبق لأي نسخة متحورة من فيروس كورونا أن أثارت الذعر إلى هذا الحد، منذ ظهور المتحورة دلتا. في ضوء ذلك، يتسارع الإعلان عن تدابير صارمة في كل أنحاء العالم، فضلا عن قيود على السفر.
ففي ألمانيا، أعلنت المستشارة المنتهية ولايتها أنغيلا ميركل الخميس عن تشديد القيود على الأشخاص الذين لم يتلقوا التطعيم ضد كوفيد، والذين لن يتمكنوا بعد الآن من دخول المتاجر غير الأساسية والمطاعم والأماكن الثقافية أو الترفيهية. وسيتعين عليهم أيضا الحد من اتصالاتهم المباشرة مع الآخرين. كم سيقدم مشروع قانون يتعلق بالتطعيم الإجباري إلى البرلمان الألماني كي يدخل حيز التنفيذ في فبراير/شباط أو مارس/آذار.
وقررت البلدان الأوروبية تشديد القيود الصحية مجددا، بينها فرض إجراءات حدودية وحظر السفر إلى أفريقيا الجنوبية. وفرضت المملكة المتحدة إلزامية وضع كمامات في وسائل النقل والمتاجر، بينما أوصت فرنسا بتلقيح الأطفال الضعفاء.
في المقابل، ندد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس بإغلاق الحدود، واصفا ذلك بأنه شكل من أشكال “الفصل العنصري” إزاء أفريقيا غير الملقحة بشكل كاف.
وفي مواجهة عودة تفشي الجائحة على نطاق واسع، قدم الرئيس الأمريكي جو بايدن خطة جديدة لمكافحة كوفيد الخميس، غير أنها لا تشتمل على أي خطوات جذرية أو تقييدية. وسيتعين على المسافرين الأجانب تقديم اختبارات سلبية أجروها في اليوم السابق لمغادرتهم. وقد امتنع بايدن عن اتخاذ تدابير تنطوي على مخاطر سياسية كبيرة.