[success]المواطن 24 – متابعة[/success]
قالت الفنانة السوبرانو سميرة القادري، المديرة الفنية للمهرجان الدولي للعود، الذي يمثل أول مهرجان موسيقي في المغرب عقد بصيغة رقمية، بعد تعذر الصيغة الحية في ظل ما فرضته الجائحة من تدابير احترازية، في حديث مع «أخبار اليوم»، إنه كان لا بد من مواصلة مسار مهرجان عريق صارت له قاعدة جماهيرية من مختلف أنحاء الوطن العربي، على امتداد 20 سنة، وبالتالي، جاء الاحتفاء بالدورة الواحدة والعشرين بشكل فرضته الظروف الحالية التي يعرفها العالم.
ولفتت الفنانة، في رد على سؤال: كيف كان تعاطي الفنانين العازفين مع مقترح المشاركة عن بعد؟ إلى أن تفاعل الفنانين العازفين كان مبهجا، وقالت: «فوجئت بالتفاعل الإيجابي لفنانين مغاربة وأجانب مع مقترح المهرجان المشاركة في دورة عن بعد، فالكل رحب بذلك، وإن كنا بداية اقتصرنا في طرح الفكرة على بعض المقربين، قبل أن نلحظ ترحيب كثيرين ومساندتهم ورغبتهم في المشاركة، وهو ما يؤكد صواب خيارنا وتشبثنا بتنظيم دورة هذا العام، وإن كان هذا الخيار الافتراضي أصعب من استضافة وتنظيم فعليين».
وتضيف المديرة الفنية للمهرجان، السوبرانو سميرة القادري، في حديثها مع الجريدة، أن «ثمة رسائل كبيرة نصدرها عبر هذا المهرجان، مؤكدين وعي الفنان ونضج تعامله وقت الأزمات، ومنها ظروف الحجر الصحي، رغم معاناته في صمت، لم تصمت معه رسالة العطاء والمحبة.. الرسالة التي تؤكد أن الحياة، وإن شملها الضغط والتوتر، فإنها بالفن والإبداع تكون بطعم آخر»، تقول الفنانة القادري، لافتة إلى أن «الاشتغال على برنامج المهرجان بدأ منذ شهور، وكان لدينا مقرر واضح، بتحديد مكرمي المهرجان، وأقوى اللحظات، والورشات والعروض، وغيرها، لكن، مع تأكيد توقف الحياة الفنية المباشرة، وصدور قرار الوزارة، قلنا لمَ لا نمر إلى تجربة مختلفة، فمررنا إلى تجربة الاشتغال عن بعد عبر الأدوات الرقمية، وهي مرحلة نحن مقبلون عليها في كل الأحوال، رغم أننا لم نكن جاهزين للموضوع بما يكفي، وكانت مغامرة ليست بالسهلة».
وعن الصعوبات التي واجهتها إدارة المهرجان في تنظيم دورة رقمية، قالت القادري إن «أولى العراقيل كانت تتعلق بالجانب التقني، الذي عهد إلى مجموعة من الشباب الذين كانوا متحمسين بشكل كبير.. وكان علينا الأخذ بعين الاعتبار جودة الصورة وجودة الصوت، فالمتلقي، في متابعته لما ستعرضه، لا يأخذ بعين الاعتبار مدى صعوبة المهمة. هي تجربة تبدو سهلة للوهلة الأولى، لكن تطبيقها لم يكن باليسير، لأنها تجربة جديدة، والناس لا يتفاعلون مع الافتراضي كما هو الشأن بالنسبة إلى العروض الحية، رغم الدعاية الإعلامية التي اشتغلنا عليها»، قبل أن تشير إلى أنها تكفلت بالتنسيق مع ضيوف المهرجان من الفنانين الذين حلوا ضيوفا على فقراته بعروض موسيقية بديعة، بينهم من قدم دروسا استفاد منها المهتمون بالشأن الموسيقي.
وتضيف القادري: «لقد كنا فريقا متحمسا جدا لخوض التجربة، فوعدنا الجمهور بشهر كامل، بثلاثين يوما من المتعة، الأمر كان صعبا حقا، لكننا واصلنا بإصرار، رغم أن وزارة الثقافة لم تواكب المهرجان، ولم تشر إليه حتى في موقعها الرسمي، وإن كان يندرج تحت مظلتها!».
وعما أسفرت عنه هذه التجربة، قالت القادري: «وقفنا بعد هذه التجربة الرقمية، التي نجحت بشكل نسبي، على ضرورة تبني هذا الطرح الجديد (الرقمي)، وعليه، فحتى بعد العودة إلى الدورات الحية المباشرة، ستوازيها دورة افتراضية، بهدف الوصول إلى جمهور آخر لم يكن يتابع المهرجان قبلا، جمهور أتيحت له فرصة اكتشاف المهرجان والتعرف عليه وعلى التجارب الفنية الدولية التي يقدمها».
وقد تلت تجربة مهرجان العود، السباقة لأن تقدم بصيغة رقمية، تجارب مهرجانات موسيقية أخرى، وفي هذا تقول سميرة القادري: «جاءت بعدنا مهرجانات أخرى، استفادت من التجربة الرقمية وطورتها، وأسعدنا ذلك جدا، وهناك مهرجانات أخرى اشتغلت بصيغ أخرى فريدة، كما هو الشأن بالنسبة إلى تجربة هشام التلمودي بمهرجانه في مراكش.. عموما، خاضت العديد من المهرجانات التحدي وواصلت المسار، ومن بينها المهرجان الدولي لآلة القانون».