المواطن 24- وكالات
تتزايد المبادرات الهادفة إلى تصنيع قطع قيمة باستخدام النفايات في المملكة المتحدة، ومن بين هذه المنتجات مستحضرات تجميل مصنوعة من تفل القهوة المطحونة، وملابس استخدمت في تصنيعها بقايا عبوات بلاستيكية، وأثاث مصمم من ألياف الأغاف.
ويجول درو رايت يوميا بدراجته الهوائية على 25 مقهى يقدم الشاي والقهوة في أنحاء لندن ويجمع لشركة “أب سيركل” نحو مئة كيلوغرام من تفل القهوة الذي كان أصلا سيرمى.
وتصنع “أب سيركل” التي أسستها أنا برايتمان وشقيقها ويل قبل ست سنوات، مستحضرات تجميل باستخدام تفل القهوة وشاي البابونج، ومسحوق نواة الزيتون، وغير ذلك من “نفايات” المشروبات.
تولى الاثنان وظائف قيادية في شركات عالمية في بداية حياتهما المهنية، لكن أنا تقول “أردت أن أفعل شيئا أقرب إلى تطلعاتي”.
وتضيف “خطرت فكرة +أب سيركل+ لأخي عندما سأل بدافع الفضول المقهى الذي كان يرتاده يوميا ماذا يفعل بتفل القهوة. ودهش عندما علم أن هذه البقايا ترسل إلى مطامر النفايات، وأن المقهى يدفع أيضا مقابل ذلك”.
ومنذ ذلك الحين، ذاع صيت أنا وأخيها ويل على أن هما “الشقيقان المجنونان اللذان يجولان في لندن ليجمعا تفل القهوة”.
وتقول أنا “بدأ الناس يتصلون بنا في شأن أنواع المخلفات كلها” و”نستخدم في الوقت الراهن (في تصنيع منتجاتنا) 15 مكونا ” من بينها المياه الناجمة عن تصنيع مركزات عصير الفاكهة، وباقات ذابلة من الورود يرميها الباعة، وبقايا غلي التوابل والأعشاب.
ويدفع أنا وويل لقاء الحصول على بعض المكونات، ولكن ليس مقابل تفل القهوة مثلا ، إلا أن عملية جمعها معقدة ومكلفة.
ويرمى سنويا 500 ألف طن من تفل القهوة في مطامر المملكة المتحدة، وتفتخر “أب سيركل” بأنها أعادت تدوير 400 طن منها حتى اليوم.
وتروي أنا أنها طلبت وشقيقها نصيحة من خبراء مخضرمين في مجال تصنيع مستحضرات التجميل، فكان جوابهم أن الجمال لا يتناغم مع النفايات.
وتفوح من الموقع رائحة الزيوت الأساسية للحمضيات، وهي أحد مكونات مقشر كان ي صن ع في ذلك اليوم. وتتسم طريقة تحضير هذا المنتج ببساطتها، إذ يمزج تفل القهوة بالسكر والزيوت الأساسية، ثم ت ضاف زبدة الشيا المخفوقة ومادة حافظة طبيعية.
ويوضع الخليط بعد ذلك في علب زجاجية ويوزع في أنحاء بريطانيا، بمعدل ثلاثة آلاف وحدة أسبوعيا .
ويزداد الطلب على هذا المنتج بسرعة خصوصا في الولايات المتحدة، إلا أن “أب سيركل” ترفض إعطاء أرقام حول مبيعاتها أو نموها.
ويؤدي تنامي الطلب إلى نشوء عدد كبير من الشركات المنافسة لـ”أب سيركل” تعيد هي الأخرى استخدام المخلفات الغذائية، من بينها “وايلدفروت” و”فرانك بادي” الأسترالية وشركة “بادي شوب” البريطانية الكبرى.
ونظرا إلى ضخامة كميات البلاستيك والمواد الكيميائية التي تنتجها البشرية، يطالب العلماء حاليا بوضع سقوف إنتاجية على نحو عاجل. وأقرت الأمم المتحدة في 2 مارس في العاصمة الكينية نيروبي مبدأ عقد معاهدة دولية “ملزمة قانونيا” لمكافحة التلوث البيئي الناجم عن المخلفات البلاستيكية التي تهدد التنوع البيولوجي العالمي.
ومن الابتكارات كذلك كراس مصنوعة من ثلاجات قديمة، وأحذية رياضية مزي نة بشباك صيد انتشلت من البحر، وأثاث أو قطع صنعت بأكواب من الورق كانت تستخدم للمشروبات الساخنة، وتصاميم تستخدم الزجاجات البلاستيكية المعاد تدويرها.
ويرمى سنويا في المملكة المتحدة وحدها نحو 2,5 مليار كوب بلاستيكي غير قابلا لإعادة التدوير.