[success]المواطن24-و م ع[/success]
ندرن أنفسهن، إلى جانب الرجال، من أجل القيام بالمهام المنوطة بهن على أحسن وجه، بهدف الحفاظ على النظام العام وحماية البيئة، إنهن الدركيات اللواتي اخترن الانضمام إلى صفوف مجموعة الخيالة التابعة للدرك المكي.
فهذه المجموعة من النساء يتمتعن بمهارات عالية على المستويين المعرفي والتطبيقي، إلى جانب تميزهن بامتلاك نظرة استباقية وحس عال للمسؤولية، الشيء الذي مكنهن لا محالة من النجاح في مسارهن المهني، وتجاوز كل المعيقات التي تعترض سبيلهن.
ومن بين النساء اللائي اخترن الانضمام إلى الوحدات الخاصة بالخيالة، الرقيب سكينة واعبيزان، التي كشفت عن أن الولوج إلى صفوف مجموعة الخيالة يستلزم المرور عبر مراحل، تشمل التكوين الأولي، وإعادة تكوين الفرسان عبر برنامج جد مكثف يتم خلاله تعليم وتطبيق عدد من الأساليب والتقنيات الحديثة التي تمكن الدركيات الخيالة من كسب كفاءات عالية ومهارات لا يستهان بها، خاصة في ما يتعلق بترويض الخيول والقفز على الحواجز والقيام بحركات استعراضية وتهييء الجياد وتدريبها.
كما تجتاز الدركيات، تضيف الرقيب واعبيزان في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، تكوينا احترافيا يروم تلقينهن المبادئ الصحيحة والقواعد العامة التي ستساعدهن في حياتهن المهنية، وفي كيفية تدبير المهام الملقاة على عاتقهن، ومنها احترام القانون، والقدرة على التواصل مع المواطنين، والقدرة على اتخاذ القرارات الصحيحة، وتحمل المسؤولية واكتساب لياقة بدنية عالية.
أما عن العلاقة مع الحصان، فأوضحت الرقيب واعبيزان أنه في هذه المرحلة يتم تدريب الخيول تدريبا خاصا، يجعلها قادرة على تحمل الحالات الصعبة أثناء عملها لتصبح مؤهلة للتأقلم مع مختلف الظروف التي تواجهها، منها المناورات السريعة والنار والدخان والمناطق المنيعة والوعرة والأنفاق.
وتناط بهذه المجموعة، حسب واعبيزان، العديد من المهام المتمثلة على الخصوص في المساعدة والإنقاذ وحماية البيئة والأمن العام وجمع المعلومات وعمليات التمشيط وحماية المواقع الحساسة.
وأضافت أن هذه المجموعة تشمل عددا من الحرف، ومنها “بيطار الخيول” وهو بيطار الوحدة، فنان في تخصصه، إذ بفضل المهارات والتقنيات التي يكتسبها من خلال عدة تدريبات وتجارب، ينجح دائما في اختيار الحدوات الملائمة لحوافر الحصان بدقة عالية، بعدما يكون قد تأكد جيدا من صحة مطابقتها للقياسات المطلوبة،
وحرفة “السراجة” التي لها دور كبير في تأمين الراحة للفارس أثناء ركوبه على صهوة حصانه، بشكل يحافظ على الوضع الجسماني السليم للخيال، فمهمته انتقاء السروج مع ملحقاتها الملائمة من حيث الشكل والجودة، ثم السهر على عنايتها وصيانتها حتى يتم استعمالها مدة أطول.
وأشارت إلى أن مهام مجموعة الخيالة التابعة للدرك المكي، لا تقتصر على هذه المجالات بل تتعداها إلى المشاركة في المنافسات الرياضية، إذ تمكن الدركيون الفرسان، مند بداية مشاركة وحدة الخيالة الخاصة بالدرك الملكي في هذا النوع من المسابقات، من إحراز تفوق مرموق في العديد من المناسبات الرياضية، تم خلالها الظفر بعدة ميداليات على الصعيدين الوطني والعالمي.
وحسب الرقيب سكينة واعبيزان، فإن مسابقة القدرة والتحمل تعد من بين المنافسات الرياضية التي تختبر بشكل دقيق مدى جاهزية الفارس والفرس معا، مضيفة أنها تستوجب لياقة بدنية عالية لدى الفارس وقدرة تحمل فائقة لدى الحصان، مبرزة أن الدركيين الفرسان تمكنوا من وضع بصمتهم الخاصة من بين المتفوقين والفائزين بالعديد من المناسبات الرياضية الوطنية والعالمية.
أما مباراة القفز على الحواجز فتعتبر من بين ألعاب الفروسية، حيث يقوم الفارس على متن صهوته بالقفز على عدة حواجز ضمن مسار محدد، وتمكن هاته الرياضة من اختبار القدرة البدنية للجياد والمهارة العالية للفرسان الشيء الذي يبرز بشكل جلي جودة التكوين الذي يتلقاه الدركيون الفرسان كلما سنحت لهم الفرصة للمشاركة وإبراز مهاراتهم.
ومن أجل تحقيق وإنجاز المهام المنوطة بالدركيين الفرسان على أحسن وجه، والعمل على الرفع من مستواهم التقني والمهني، اعتمدت مجموعة خيالة الدرك الملكي على ربط علاقات تعاون وتبادل القدرات والخبرات مع وحدات خيالة الدرك لدول الجوار، خاصة مع الحرس الجمهوري الفرنسي والحرس الوطني البرتغالي.
وقد احتل الحصان، منذ ما يزيد عن أربعين سنة، مكانة خاصة لدى الدرك الملكي وذلك لطبيعة بعض المهام التي تجعل منه الوسيلة الأمثل لبلوغ الأماكن الوعرة، إذ شكل الدركيون الخيالة سندا مهما لمختلف الوحدات الترابية على الرغم من عدم توفرهم على تشكيلة مستقلة آنذاك، إذ لم يتم تكوين الوحدة الأولى لخيالة الدرك الملكي إلا سنة 2000.
ومنذ سنة 2010 ، تمكن الدركيون الخيالة من حصد نتائج مشرفة بمختلف المنافسات الرياضية المنظمة تحت إشراف الجامعة الملكية المغربية للفروسية، وبالأخص في القفز على الحواجز ومسابقات القدرة والتحمل.
وفي سنة 2017، قامت مجموعة الخيالة التابعة للدرك الملكي بتقديم عرض استثنائي ولأول مرة خلال فعليات معرض الفرس بمدينة الجديدة.