المواطن24
نظمت جمعية حفظة القرآن الكريم بقصر تَمَسْلَمْت، جماعة بومريم، دائرة تالْسِينْت، وذلك بدعم من وكالة جهة الشرق، وبتنسيق مع المجلس العلمي المحلي لإقليم فجيج، النسخة الرابعة من ملتقى قصر تمسلمت العلمي للتراث في موضوع: “احتفال المغاربة بمولد النبي صلى الله عليه وسلم، واحتفاؤهم بسنته وسيرته: قصر تمسلمت أنموذجا”، حيث امتدت أنشطة هذا الملتقى من22 إلى 24 أكتوبر 2025م. وقد جاءت فقرات هذه الدورة الرابعة استجابة لمضامين الرسالة الملكية السامية، وإسهاما في تنزيلها، إذ دعت إلى الاحتفاء بمرور خمسة عشر قرنا على ميلاد الرسول صلى الله عليه وسلم، وحثت على الاهتمام والعناية بسيرة العطرة، وهو الأمر الذي راعته أعمال الملتقى؛ حيث كانت
فقراته العلمية والثقافية، وأنشطته التربوية والاجتماعية الموازية، في موضوع السيرة النبوية، والشمائل المحمدية الجامعة للقيم الإنسانية النبيلة، والمكارم الحسنة الداعية إلى وحدة الكلمة، ورص الصف، ونبذ الفُرْقة، والاستمساك بالجماعة، وخدمة القضايا الإنسانية النبيلة، وهو ما أوضحته الكلمات الافتتاحية لكل من الجهة المنظمة، التي ألقاها ذ.
علي أسعد، والجهة المدعمة، وفضيلة السيد رئيس المجلس العلمي المحلي لإقليم فجيج، ذ. إبراهيم بوزهر، وفضيلة السيد رئيس المجلس العلمي المحلي لإقليم بولمان، د.
مولاي عبد السلام علوي بلغيتي، وممثل جمعية حفظة القرآن الكريم بالسماعلة وادي زم إقليم خريبكة د الزايدي طويل. وبعد ذلك ركزت أعمال الملتقى أولا على مناقشة وبيان جهود مولانا أمير المؤمنين الملك محمد السادس، نصره الله تعالى، في خدمة الحديث النبوي الشريف، وعنايته بالسيرة النبوية العطرة، مقتفيا في ذلك آثار والده المرحوم الحسن الثاني وأجداده المنعمين من السلاطين العلويين رحمهم الله تعالى.
وبالموازاة مع ذلك، سلط السادة العلماء والأساتذة المحاضرون الضوء على التاريخ الحضاري لقصر تمسلمت، مبينين اهتمام علمائه وسكانه، قديما وحديثا، بالسنة النبوية وعلومها، وبالسيرة النبوية والشمائل المحمدية، وذلك بالإضافة إلى الإشادة بما ميز القبيلة من اهتمام بالمديح النبوي، والتأليف فيه باللغتين الأمازيغية والعربية، مع التنويه بأعراف أهل قصر تمسلمت في المناسبات الدينية المَوْلِدية تعلقا وحبا للجناب النبوي الشريف.
إنه الأمر الذي أبرزته المداخلات العلمية بمقاربات ومناهج متنوعة ومتعددة، إذ تناولته من النواحي الشرعية، والتربوية، والتاريخية، والمعمارية، والسوسيولوجية، وهو تلاقح معرفي ومنهجي يتكامل في إغناء زوايا النظر، ويعبر عن أهمية موضوع الملتقى وامتداداته العلمية، والثقافية، والوجدانية، والسلوكية، سواء أتعلق ذلك بالفرد، أم بالجماعة
. وتجدر الإشارة إلى أن الأساتذة الباحثين الذين ألقوا مداخلاتهم العلمية في هذا الملتقى ينتمون إلى هيئات التدريس في جامعة السلطان مولاي سليمان ببني ملال، وجامعة القاضي عياض بمراكش، والمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بوجدة، والأكاديميات الجهوية بجهات الشرق، وبني ملال – خنيفرة، وفاس – مكناس، ومدرسة الشيخ خليل الخاصة للتعليم العتيق. كما يعمل بعضهم
بالمجلس العلمي المحلي لإقليم فجيج، وبمؤسسات طبية وإدارية. وقد أبت جمعية حفظة القران الكريم بقصر تمسلمت إلا أن تنوع أنشطة هذا الملتقى وأعماله بتكريم مجموعة من الأساتذة الباحثين، والتلاميذ المتفوقين من طلبة القصر، والفاعلين الجمعويين، والشعراء المبدعين؛ تشجيعا منها على العلم والمعرفة وخدمة الوطن والقضايا الوطنية في كل المجالات، زيادة على تفعيل بعض الأنشطة الاجتماعية في الجانب الطبي؛ إذ استقدمت قافلة طبية لإجراء تشخيصات طبية، وتقديم
أدوية، إضافة إلى إجراء عمليات إعذار لمواليد القصر، وتوزيع مساعدات على أطفاله المتمدرسين، وتخصيص معدات بيداغوجية ولوجيستية لأقسام التعليم الأولي بمجموعة مدارس تمسلمت الابتدائية.
وقبل ختام أعمال هذا الملتقى العلمي للتراث، نشطت الجمعية المذكورة صبيحة ثقافية ترفيهية استهدفت بها أطفال قصر تمسلمت. وقد صدَّرَتها بكلمة توجيهية في حب المصطفى صلى الله عليه وسلم، أعقبتها بأنشطة متنوعة شملت: مسابقات ثقافية، وأناشيد تربية، وأمداحا نبوية، ولوحات تعبيرية، وورشات للرسم. ومن الثمار المباركة لهذا الملتقى أن تم توقيع اتفاقية شراكة مع وحدة
التكوين في سلك الدكتوراه: ” الدرس الشرعي والمعرفي: قضايا ومناهج”، ووحدة التكوين في سلك الماستر: “الدراسات القرآنية وتطبيقاتها المعرفية”، التابعين لكلية الآداب والعلوم الإنسانية ببني ملال، جامعة السلطان مولاي سليمان. كما تم توقيع اتفاقية التوأمة بين جمعية حفظة القرآن الكريم بقصر تمسلمت، وجمعية حفظة القرآن الكريم بالسماعلة (واد زم). وختاما لأعمال الملتقى المبارك
رفع المشاركون برقية ولاء وإخلاص للسدة العالية بالله، أعقبها الدعاء الصالح لمولانا أمير المؤمنين محمد السادس بالنصر والتمكين والحفظ والتأييد.



