عبد الله أيت المؤدن.
احتضن اليوم السبت 29يونيو2024، قصر المؤتمرات بورزازات فعاليات المؤتمر الدولي حول الأمن المائي الذي ينظم تحت شعار “الأمن المائي والسيادة الغذائية وتثمين الرأسمال الثقافي اللامادي بإفريقيا، رهانات استراتيجية للتنمية الذكية بالواحات والمناطق الجبلية”. هذا الملتقى الدولي نظم من طرف المركز الدولي للواحات والمناطق الجبلية، بشراكة مع مؤسسات وجامعات وطنية؛ الكلية متعددة التخصصات بورزازات، ووزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، والوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان.
ووزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والاسكان وسياسة المدينة، وجمعية المعرض الدولي للتمر بالمغرب، ووكالة الحوض المائي لدرعة واد نون، ووكالة الحوض المائي لزيز غريس كير بالرشيدية. وعمالة ورزازات والمجلس الإقليمي لورزازات، والمجلس الجماعي لورزازات، والمكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي لورزازات، ومؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج، والمعهد المتخصص للتكنولوجيا التطبيقية الفندقية والسياحية بورزازات، والمديرية الإقليمية لوزارة الثقافة بورزازات، وعدة مؤسسات وجماعات ترابية.
وبتعاون مع مؤسسات وجامعات دولية، كمركز الدراسات حول الآثار والفن وعلوم التراث بجامعة كويمبرا بالبرتغال، وشعبة تاريخ الوسيط والعلوم وتقنيات التأريخ بجامعة غرناطة بإسبانيا، والجامعة الإسلامية مينسوتا الأمريكية بالسنغال.
وقد تم اختيار موضوع: «أي نموذج تنموي مستدام للمنظومات الواحية والجبلية وتثمين الرأسمال اللامادي»؟ لهذه التظاهرة الفكرية والثقافية، وذلك بمدينة ورزازات بالمغرب يومي 29 و30 يونيو 2024. وقد حضر افتتاح هذا الملتقى الدولي عامل إقليم ورزازات عبد الله جاحظ والكاتب العام للعمالة، وممثلي القطاعات الحكومية، والمؤسسات العمومية وهيئات المجتمع المدني ومنتخبين ومنظمات دولية وإعلاميين، وكذا ممثلي السفارات الأجنبية بالمغرب.
وقد عرف هذا المؤتمر المنظم بشراكة مع مؤسسات وطنية ودولية، مشاركة أزيد من 300 باحث مغربي وأجنبي متخصصين في تدبير الموارد المائية، والفلاحة الواحية، والتغيرات المناخية ومنظومات محميات المحيط الحيوي، والتراث المعماري، والاقتصاد الاجتماعي والتضامني والسياحة البيئية واقتصاد الهجرة والطاقات المتجددة والتنمية المستدامة. وكما أكد المنظمون للملتقى، لقناة والموقع “” المواطن 24 “” ، أن الهدف من هذه التظاهرة العلمية الدولية هو دراسة إشكالية الاجهاد المائي والبحث عن تدابير مبتكرة لتحقيق الأمن المائي وتلبية الطلب على المياه الصالحة للشرب،وكذا مياه الري لضمان السيادة الغذائية.
بالإضافة إلى إبراز البعد التاريخي والحضاري والثراء الثقافي والسياحي الذي تزخر به المجالات الواحية والجبلية، من تراث ورأسمال لامادي ومؤهلات يمكن استثمارها في التنمية المستدامة. وقد تنوعت فقرات هذا الملتقى بين ندوات وورشات عملية تم من خلالها مناقشة والبحث حول إشكالية الموارد الترابية بالواحات والمناطق الجبلية، الإجهاد المائي، الفلاحة العائلية والتضامنية والتشغيل، تدبير محميات المحيط الحيوي. زد على ذلك التغيرات المناخية والإكراهات البيئية؛ السياحة التضامنية، الاقتصاد الاجتماعي والتضامني، تثمين التراث الثقافي المعماري والرأسمال اللامادي، الطاقات المتجددة وتنمية الاقتصاديات الخضراء.
ثم المقاربة الجهوية وتثمين الموارد الترابية والتنمية، دور الرأسمال المهاجر في التنمية والاستثمار في الاقتصاد المحلي، المجتمع المدني (الجمعيات، التعاونيات) والدينامية التنموية (تقديم المرافعات، الانخراط في المشاريع المذرة للدخل…). هذا فضلا عن دور السياسات العمومية، والتشريعات والقوانين الوطنية والدولية في حماية الواحات والمناطق الجبلية؛ دور المرأة في التنمية المستدامة بالمجتمعات الواحية والجبلية؛ مساهمة البحث العلمي في بلورة نماذج تنموية لاستدامة الواحات والمناطق الجبلية.
هذا الملتقى الدولي ايضا ، حسب المنظمين، الى إبراز مدى أهمية تثمين الموارد الطبيعية والثقافية وتأهيل الرأسمال البشري بمختلف تجلياته في بلورة نماذج تنموية جديدة ومستدامة للحفاظ على هذه الواحات المصنفة كتراث عالمي للإنسانية بالجنوب الشرقي للملكة المغربية ، و تمكن هذه المناطق من خلق نموذج اقتصادي تنافسي، مع الأخذ بعين الاعتبار ضرورة المحافظة على الخصوصيات الثقافية والمعمارية وصون التوازنات البيئية بهذه المجالات الهشة والغنية بتراثها المادي واللامادي.
كما أنه من شأن تثمين الموارد المحلية بالواحات والمناطق الجبلية، أن يكون منطلقا لإدماجها في الاقتصاد الوطني والإقليمي وحتى العالمي، مما سيكون له انعكاسا ايجابيا على التنمية الترابية للمملكة المغربية تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله الذي يولي اهتماما كبيرا لهذا المجال الحيوي، حيث أكد في خطاباته السامية إلى العناية بالماء باعتباره المادة الاساسية التي تقوم عليه الحياة.