تخيم عبد الفتاح
في الوقت الذي تراوح فيه فرنسا مكانها في المنطقة الرمادية بخصوص النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، خوفا من ردود الفعل الجزائرية والحرمان من الغاز الذي يلهث وراءه مؤخرا ماكرون، اختار وفد من المنتخبين الفرنسيين زيارة الأقاليم الجنوبية للمملكة معبرين عن دعمهم لوحدة المغرب الترابية.
وعبر وفد من المنتخبين الفرنسيين، أمس الاثنين بالعيون، في إطار زيارة يقوم بها للمغرب، عن إعجابه بجودة البنيات التحتية والمؤهلات التي تزخر بها جهة العيون – الساقية الحمراء.
وأعرب أعضاء الوفد، في تصريحات لقناة (M24) الإخبارية التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء، عن “إعجابهم” بمستوى التنمية الاقتصادية والاجتماعية في العيون، والأوراش التي تم إطلاقها في جميع المجالات.
وفي هذا السياق، أشاد عمدة ميتز، فرانسوا غروديديي، بالدينامية التنموية والاجتماعية والاقتصادية التي تشهدها عاصمة الصحراء المغربية، مشيرا إلى أن البنيات التحتية “رائعة للغاية” من حيث جودتها، سواء تلك التي تهم التأهيل الحضري، أو الثقافي أو الرياضي أو الطرق، وكذا البنيات التحتية الاجتماعية والتعليمية والبيئية والاقتصادية.
وأكد غروديديي، وهو أيضا رئيس أورو ميتروبول ميتز، ونائب رئيس جهة Grand-Est، على ضرورة تطوير العلاقات المغربية – الفرنسية العريقة، مشيرا إلى أن “التعاون الثنائي يشكل مكسبا رئيسيا، ليس فقط بالنسبة للبلدين، ولكن أيضا للقارتين الأوروبية والإفريقية”.
وبعدما سلط الضوء على الدور الذي يضطلع به المغرب على المستوى الإفريقي، أبرز غروديديي، أن المملكة تشكل حلقة وصل بين أوروبا وإفريقيا، معتبرا أنه في ظل عالم “مضطرب”، فإن تعزيز التعاون بين الدول يفرض نفسه كأداة لا غنى عنها.
وأشار إلى أن اتفاقية الشراكة – الإطار الموقعة بين بلدية ميتز وجماعة العيون، ستعمل على إحداث فضاءات جديدة للتبادل الأكاديمي والثقافي والاجتماعي والاقتصادي والتعليمي.
وبخصوص قضية الوحدة الترابية للمملكة، عب ر السيد غروديدي عن دعمه لمغربية الصحراء ومخطط الحكم الذاتي الذي قدمته المملكة، مسلطا الضوء على تنزيل مشروع الجهوية المتقدمة.
من جهته، أبرز رئيس وكالة الجاذبية لأورو ميتروبول ميتز، سيدريك كوث، أهمية العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية مع المغرب، البلد الصديق لفرنسا، معربا عن رغبته في إرساء علاقات تعود بالنفع على الجانبين، مع مدينة العيون في جميع القطاعات ذات الاهتمام المشترك.
وأكد جوث، وهو أيضا رئيس بلدية وويبي “Woippy”، أن الاتفاقية الموقعة بين الطرفين تفتح آفاقا واعدة لتوطيد علاقات الشراكة، مذكرا بأنها تنضاف إلى الاتفاقيتين الموقعتين مع مدينتي أكادير والداخلة.
وكان وفد المنتخبين الفرنسيين أجرى لقاء مع والي جهة العيون – الساقية الحمراء، عامل إقليم العيون عبد السلام بكرات، تم خلاله تسليط الضوء على المشاريع التنموية التي تشهدها المنطقة في مختلف المجالات. و أبرز السيد بكرات أن العيون تشهد نقلة نوعية من حيث الاستثمارات العمومية والخاصة، مشيرا في هذا الصدد إلى المنجزات والمشاريع الكبرى التي تم تحقيقها بالجهة.
من جهة أخرى، ذك ر والي الجهة بالاستحقاقات الانتخابية الأخيرة التي أفرزت الممثلين الشرعيين لساكنة الأقاليم الجنوبية، مبرزا أن نسبة المشاركة التي فاقت 70 في المئة تعكس الانخراط المكثف للناخبين في هذه العملية السياسية من أجل تدبير شؤونهم المحلية.
وبهذه المناسبة، تم التوقيع على اتفاقية – إطار للشراكة بين جماعة العيون وبلدية ميتز الفرنسية بهدف تعزيز وتسهيل التبادلات بين الجانبين في مجالات التعليم العالي والسياحة والثقافة والتعليم، إلى جانب الميادين الاجتماعية والاقتصادية.
وتجدر الإشارة إلى أن أعضاء الوفد الفرنسي قاموا بزيارة لعدد من المشاريع التنموية الكبرى التي تم إنجازها أو التي قيد الانجاز، حيث اطلعوا عن قرب على جودة البنيات التحتية التعليمية والرياضية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية والصحية التي تندرج في إطار النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية للمملكة. وشملت هذه الزيارة كذلك النادي النسوي البلدي بالعيون، والمكتبة البلدية، والميناء الفوسفاطي، إلى جانب كلية الطب، ومدينة المهن والكفاءات، والمركز الاستشفائي الجامعي.