المصطفى الزواوي
تابعت جريدة المواطن24 في جولة لطاقمها عبر أهم الشرايين الرئيسية للجولان بمدينة خريبكة بعد تناول وجبة الفطور في أول رمضان؛ فتبدت المدينة مع ظروف الحجر المبالغ فيه على غير عادتها؛ حيث خيم الحزن والكآبة على ساحاتها وأزقتها وشوارعها،التي تكاد تكون شبه فارغة، ماعدا تكثلات بشرية خاصة من الشباب الطواق للحرية..، متفرقة هناك وهناك في زوايا بعض المناطق البعيدة عن الرقابة الأمنية كحي لبريك..؛ أو يمكن أن تصادف بعض المارة عائدين بعد تناول الفطور مع عائلاتهم أو من العمل؛ ناهيك عن مرور سيارات توقفها الشرطة رفقة القوات المساعدة في سدود قضائية نصبت في مدخل الشوارع المهمة للمدينة وقرب المدارات الرئيسة كمدارة ملتقى محمد السادس وشارع الروداني وملتقى محمد السادس وشارع مولاي يوسف..
والجدير بالذكر أن الاستمرار في تطبيق الحجر يبدو انه اكتسى طابع التهويل الإعلامي وخنق الأنفاس بالرقابة الأمنية الصارمة واللامنطق “Elogique”؛ ولعل دليلنا في ذلك ما تناولته مختلف الوسائط والتواصل الاجتماعي؛ حيث وثقت بعض الصور قيام جماعات بصلاة جماعية على السطوح و فديو آخر يبرز ذروة الازدحام الذي يعرفه السفر عبر القطار..؛ دون إغفالها تداول تدبير الناس لحياتهم اليومية بشكل عادي واحترازي واحترام تام للتباعد وارتداء الكمامات..؛ مما يعبر عن نضج ووعي المغاربة بسياق المرحلة.
من هنا يمكن القول انه إذا كان من الواجب الحرص على حماية المصلحة العامة، فانه من جهة أخرى من غير المنطقي أن نهول من ظاهرة الجائحة إلى درجة إحداثها أضرارا جانبية نفسيا ودينيا واقتصاديا واجتماعيا، سيما ما يعرفه هذا الشهر الكريم من قيم التراحم والتأزر وتبادل الزيارات بين الأهل..
فكفى إذن من الاستمرار في استبلاد المواطنين وكأنهم يجهلون طرق الوقاية والتباعد..ألم يرثوا كيفية التعامل مع الإمراض المزمنة، التي عرفها المغرب وباقي دول العالم ، جيلا بعد جيل..؟ ويكفي إن نذكر ضرر تفاقم ظاهرة التسول وطلب القفة من طرف كل من تضرر بهم الحال خاصة من ارتبط مورد رزقهم بخدمات أوعمل توقف بسبب الحجر..، ألا يدعو هذا الوضع السوسيو-اقتصادي إلى القلق؟