[information]المواطن 24 متابعة[/information]
يمكن القول ودون تردد أن شخصية عبد اللطيف حموشي، المدير العام للأمن الوطني والمدير العام لمراقبة التراب الوطني، انعكست بشكل كلي على الجهاز الأمني، الذي تحول من مؤسسة يكتنفها الغموض والالتباس في علاقتها بالمواطن إلى مؤسسة مواطنة، تضع نصب عينيها خدمة المواطن أولا وتحقيق اكتفائه من السلامة الجسدية والنفسية، سواء كان مرتفقا يقضي أغراضه في مصالح الأمن أو مواطنا يجلس في منزله أو يذهب إلى عمله باكرا وهو مرتاح البال لأن هناك عيونا تسهر على أمنه واستقراره.
منذ جمع عبد اللطيف حموشي بين قيادة الإدارتين أو بين الحسنيين، حاول منح هذا الجهاز كافة الإمكانيات للقيام بأدواره المنوطة به قانونيا ودستوريا، كما عمل على رسم صورة مختلفة للجهاز الأمني، ولم يعد هو ذلك الجهاز الذي يوجد على طرفي نقيض مع المواطن، بل أصبح في قلب صناعة المواطنة، التي لا تكتمل دون شعور بالأمن والأمان.
في عهد حموشي لم يعد الشرطي هو ذاك الشخص المدجج بالسلاح والعصا والحقد، الذي همه قمع المواطن، كما هي الصورة التي رسمها كثيرون لرجل الأمن وساهمت فيها بعض المنظمات الحقوقية، ولكن أصبح رجل الأمن هو صمام الأمان، وهو رجل التضحيات الجسام، هو العين التي تسهر حين تنام عيون الآخرين.
في هذا العهد سيكتشف المواطن أن رجل الأمن، المنعوت بكافة أنواع الصفات السلبية، هو أيضا مواطن له عائلة وأطفال يدرسون بالمدرسة وأن وضعه الاجتماعي ليس على أحسن ما يرام، فكان أن اهتم حموشي بالموارد البشرية، وحسم مع الأنواع التقليدية في التسيير وفي عهده أصبحت الترقيات وغيرها تسير بسلاسة غير معهودة، كما تم تحسين الوضعية الاجتماعية لعناصر الأمن، وما زال يواصل اهتمامه بالعنصر البشري باعتباره الفاعل الرئيسي في العملية الأمنية.
ولقد انعكس كل ذلك على النتائج التي تم تحقيقها في كافة المجالات، فكانت الحصيلة مبهرة للغاية بالداخل والخارج، ففي ما يخص محاربة الجريمة فقد انخفضت نسبتها بشكل كبير من خلال اعتماد مفهوم الشرطة في خدمة المواطن، حيث يتم التفاعل مع كل النداءات الصادرة من المواطنين، بل إن المدير العام يتفاعل شخصيا مع نداءات صادرة من مواطنين على مستوى مواقع التواصل الاجتماعي، ويتابع شخصيا كثيرا من القضايا.
أثبت مرارا أنه رجل الميدان وليس رجل المكاتب، التي لا تصلح سوى لإدارة العمليات الأمنية، لكنه يصر على الوقوف شخصيا على سير العمل الأمني، وهكذا فاجأ عناصر السدود القضائية بالعديد من المدن خلال مرحلة الحجر الصحي للوقوف على تدبير الجائحة، كما لم ولن ينس المواطن، أن الرجل الأول في قيادة الجهازين الأمنيين، يقف شخصيا على تفكيك الخلية الإرهابية، التي كان يتزعمها مول التريبوتور بتمارة.
وإذا كان الشيء بالشيء يذكر فإن عهد عبد اللطيف حموشي، عرف تطورا نوعيا وكبيرا فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب وتفكيك الخلايا المتطرفة، وكثير منها كان على أهبة تنفيذ العمليات الإجرامية، أي أن تدخلات المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني والمكتب المركزي للأبحاث القضائية مكنت من تجنيب المغرب والمغاربة بحرا من الدماء كان الإرهابيون يستعدون لإسقاطها، وقد شكلت هذه التدخلات سدا منيعا في وجه العصابات الإرهابية.
بالجملة عرف الجهاز الأمني، المديرية العامة للأمن الوطني والمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، تطورات جذرية ساهمت فيها كافة عناصر المديريتين، لكن ببصمات واضحة لعبد اللطيف حموشي كشخصية قادرة على إلهام رجال ونساء الأمن من أكبر عنصر إلى آخر عنصر في سلم الترتيب، وشخصية متميزة بالقدرة على الإنصات لمشاكل العاملين في الجهاز الأمني.