[success]المواطن24[/success]
الفنان هشام سكومة، صديق الاطفال والمبدعين، والفنانين والجمعويين، صديق الجميع، نشيط ومتعاون، وبشوش، قدم الكثير للطفولة خاصة باقليم خريبكة، من خلال قافلة الابتسامة… هو رئيس فضاء سكومة لمحترفي التنشيط..في هذا الشهر الكريم التقيناه فكان نص الحوار..
كيف استقبلت شهر رمضان، الدي يستعد للتوديع؟
لم يكن أحد ليتصور أن شهر الصيام لهذا العام سيكون خاليا من أهم مميزاته وخصوصياته: العزائم والولائم العائلية لوجبة الإفطار وصلوات التراويح وموائد الرحمن وربما فريضة الحج كذلك. وإذا كان رمضان أساسا يرمز إلى الجماعة فسيكون له وجه غير مألوف هذا العام.
من المناسبات الدينية المهمة التي يجب أن يستعد لها الإنسان قبل وقتها، ويتهيأ نفسيا وروحيا وعقلياً لها هي: استقبال شهر رمضان المبارك، لأن هذا الشهر الكريم هو شهر عظيم، وهو شهر مبارك، وهو سيد الشهور، وهو فرصة ثمينة يجب الحرص على استثماره على أحسن وجه وبأفضل صورة. يقول رسول الله صلى الله عليه وآله: «لَو يَعلَمُ العَبدُ ما في رَمَضانَ لَوَدَّ أن يكونَ رَمَضانُ السَّنَةَ».
والإنسان الجاد في حياته هو من يتهيأ ويستعد ويخطط لاستقبال كل أمر هام في حياته، أو منعطف أساس في مسيرة أيامه، بخلاف الإنسان غير المبالي، والمسترسل في أموره دون تخطيط أو استعداد أو تهيؤ، وينطبق ذلك على مختلف شؤون الحياة، فالأول يوفق وينجح في أعماله، بينما الثاني يفشل ولا يحقق أي تقدم في حياته.
هل كانت لديكم بعض الطقوس خلال هذا الشهر الكريم؟
من ابرزها المحافظة على بعض التقاليد والطقوس المرتبطة بهذه المناسبة الدينية، كتبادل التهاني والزيارات وبين أحبائنا وأقربائنا، وتنظيم فطور جماعي ( مصغر) حول مائدة تتميز بتنوع أطباقها وغنى مطبخها على غرار الفطير المشهور بالمنطقة (بوشيار) الممزوج بالعسل والزبدة، والفطائر بمختلف أصنافها مثل “البغرير” و”المسمن”، وأصناف الحلويات (الشباكية والمخرقة) و(الحريرة) الذي تقدم إلى جانب التين ومختلف أنواع التمور كأهم مكونات مائدة الإفطار في شهر رمضان.
كما تؤثث مائدة الإفطار طبق (سلو) الذي يعد من الأطباق الأساسية في رمضان، والأسماك والعصائر والبقوليات والبيض والأجبان والحليب المادة الأساسية عند وجبة الفطور والبيض المسلوق ومثلثات اللوز، إلى جانب الشاي وبعض الحلويات .
هل لديكم برنامج يومي محدد؟
في ظل التغييرات الكبيرة التي لحقت برمضان هذا العام والتي لم تقتصر فقط على مظاهر التعبد الجماعي والزيارات العائلية، وإنما حتى على الفريضة الجوهرية نفسها، من منع صلاة التراويح والاعتكاف. وحظر جميع أشكال وأنشطة الإفطار الجماعي.. لذا فبرنامجي اليوم يتجلى في العمل عن بعد وصياغة بعض البرامج والأنشطة بحكم عملي كمنشط ونائب مدير دار الشباب الزلاقة بالمديرية الاقليمية لوزارة الشباب والرياضة بخريبكة ومساعدة زوجتي ام “فاطمة الزهراء” و”اسماعيل” و”محمد ” في التسوق ورعاية الابناء لاسيما الضغط المريع الذي يفرضه رمضان شكلا ومضمونا على ربات بيوتنا نتمنى من العلي القدير ان يجعله في ميزان حسانتهن. ناهيك عن زيارة بعض الاصحاب والأحباب نهارا للدردشة وتبادل الآراء وبعض التجارب ..
ما الذي تغير بين رمضان اليوم ورمضان الامس؟
حلّ رمضان هذا العام، في فصل الربيع، وهو أمر يناسب الصائمين ويخفف عنهم مشاق الصوم. ويتيح رمضان للمسلمين فرصة أكبر للعبادة وللتمسك بشعائر العبادة الجماعية والإسلام من الديانات التي تحبّذ العبادات الجماعية، بل تشترطها في حالات الحج وصلاة الجمعة،لكنّ جائحة كورونا فرضت على العالم كثيراً من المحاذير، وهكذا باتت الدول العربية والإسلامية تواجه تحديات هذه الجائحة وتزامنها مع حلول شهر رمضان.
غاب “النفار” الذي كان يوقظ الناس لتناول وجبة السحور.وانقرضت بعض الألعاب الجماعية الشعبية كلعبة “دينفري” و”كاش كاش “..غابت مسارح ” LES BOUL” وغابت حلقات القصص الحكواتية دائما بعد صلاة العصر..حيث كنا نسمع الحلقة وقصص عنترة بن شداد ..وسيف ذيل يزل…..غابت حلقات الداما…واقع متنوع يسوده التنوع والاحترام انتدثر…تبخرت الخزانات البلدية…وغاب المسرح المتنقل..وغابت السينما المتنقلة…وانقرضت ثقافة السينما في زمن”بنهيمة ” ايام l’ocp..
..منطقتنا أصبحت اليوم تعيش “ثقافة المحو” لمجموعة من العادات والتقاليد والطقوس التي كانت سائدة، ما يستدعي توثيق التراث المحلي كواجب ثقافي وطني وإنساني، ويفرض ضرورة تشجيع البحث السوسيولوجي والفني والأدبي والتاريخي والأنتروبولوجي المحلي.
علاقة رمضان بالأبداع بشكل عام؟
رمضان مناخ خصب للإبداع لذا يفسر النشاط الذهني للدماغ أثناء الجوع عادات الشرود لدى الصائم، إذ يسهل عنده الانفصال عن المؤثرات الخارجية والاستغراق في أفكاره المتطايرة بعيدا عن الجوع كأحلام اليقظة، وهذا ما يفسر أيضا إقبال الناس على متابعة الأعمال الفنية في هذا الشهر، إذ يعتبر هذا الشهر موسما فنيا رئيسيا لدول العالم الإسلامي تكثر فيه الأعمال الدرامية التلفزيونية وبرامج المسابقات.
أما بالنسبة للمبدعين فيعد هذا الشهر وقتا مناسبا للإبداع، خصوصا في أوقات الصيام، حيث تكون عمليات الاستغراق لديه في وقت الصيام أكثر حرية من أي وقت آخر بسبب ضعف دور “الأنا الأعلى” التي لربما قد تعيق بأحكامها استغراق المبدع، فضلا عن النشاط الذهني الكبير الذي ينتجه الجوع.