المواطن 24 – ازيلال
يعد مركز “أروى بدر” بأزيلال منصة جديدة للدعم المدرسي للأجيال الصاعدة في مدينة نائية صعبة التضاريس، أطلقتها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بهدف تشجيع مبادرات الشباب حاملي الشهادات ، وتعزيز روح العمل المقاولاتي وبالخصوص خلق فرص الشغل.
وقد تم تجهيز هذه المنصة الجديدة ، التي تساعد عددا من التلاميذ بأزيلال على التحصيل المدرسي والحصول على نتائج مشرفة ، من قبل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بتكلفة إجمالية تقدر ب160 ألف درهم في إطار مرحلتها الثالثة ، حيث استفاد منها خمسة خريجين شباب من الإقليم.
ويسعى دعم المبادرة لهذه التجربة إلى تشجيع المبادرات الخاصة وروح العمل المقاولاتي في أزيلال ،التي يعتمد خريجوها الشباب جزئيا على مباريات القطاع العام، في ظل عدم تواجد قطاع خاص بالإقليم بإمكانه المساهمة في التوظيف.
وبالتالي تشجع تدخلات المبادرة بالإقليم مختلف البرامج التي يقف وراءها شباب في حاجة للدعم من أجل بلورة مشاريع تمكينهم من فرص الشغل، وتنهج تدخلات المبادرة مقاربات مختلفة وتصورات جديدة تولي أهمية للمشاريع والمقاولات الذاتية، والمبادرة الحرة وقد تمكنت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في هذا الإطار من دعم خلق 80 فرصة شغل على مستوى الإقليم خلال العام 2020.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء ، أوضح رئيس برنامج تحسين الدخل والاندماج الاقتصادي للشباب للمرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية عصام بنعسو أن هذا المشروع الذي استفاد منه خمسة خريجين شباب، ينطلق من قناعة المبادرة بكون المشاريع الذاتية تظل وسيلة فعالة لمكافحة البطالة.
وأضاف أن حاملي هذا المشروع الخمسة اختاروا إنشاء مشروعهم الخاص اعتمادا على دعم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي دعمتهم في إطار تعاونية.
ويبلغ المبلغ الإجمالي لإحداث هذه التعاونية حوالي 200 ألف درهم بدعم من المبادرة بحوالي 160 ألف درهم من أجل تسهيل دمجهم وتنميتهم، ودعم أطفال المدارس بالمدينة في الرياضيات واللغات الحديثة.
ويقدم “مركز أروى بدر” عدة دورات تكوينية في اللغات الأجنبية مثل الفرنسية والإنجليزية، وأيضا دروس الدعم والتقوية لفائدة تلاميذ المدارس الابتدائية والإعدادية والثانوية المؤهلين في الرياضيات والحساب الذهني، علاوة على دروس في اللغات والحساب الذهني للأطفال الصغار باستخدام العداد التربوي.
من جانبه رحب رئيس المركز فريد اميفسيس بدعم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية لهذا المشروع المبتكر الذي يساهم في خلق قيمة مضافة ويسمح لأطفال الاقليم بتعميق مستواهم في اللغات الفرنسية والإنجليزية والألمانية علاوة على دروس التقوية.
وابرز انه بالإضافة إلى اللغات ، يركز “مركز أروى بدر” على الحساب الذهني بمساعدة العدادات التربوية ، وتدريب التلاميذ على الحساب منذ سن مبكرة.
وقال “ننظم أيضا عددا من اللقاءات والدورات في العديد من المجالات المتعلقة بالتسويق الرقمي بالشراكة مع العديد من المنظمات”.
وأضاف “أنه بالإضافة إلى الدعم المستمر من قبل المبادرة فإننا نعول على العديد من الشركاء الآخرين لدعمنا على غرار ما تم إنجازه في إطار المرحلة الثالثة للمبادرة، للمضي قدما ودعم مقارباتنا، خاصة في اقليم مثل أزيلال حيث يواجه العديد من التلاميذ صعوبات في تعلم اللغات الأجنبية”.
هذا وبعد النجاح الباهر الذي حققته المرحلتان الأولى والثانية من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ، يبدو أن المرحلة الثالثة من هذا المشروع الواسع النطاق تتجه نحو رؤية جديدة واعدة ومهيكلة ، على اعتبار أنها تستند إلى أربعة برامج متماسكة ومتكاملة.
وتستهدف المبادرة جميع الفئات الاجتماعية وعلى رأسها الأجيال الصاعدة ، على أساس الإنصاف وتكافؤ الفرص ، بهدف تقليص الفوارق الاجتماعية والمجالية على المستوى الوطني ، في إطار مقاربة تشاركية قائمة على الحكامة والتدبير الرشيد.