[success]المواطن24[/success]
سجل المغرب مساء أمس الأربعاء، رقما قياسيا غير مسبوق في عدد الإصابات بجائحة فيروس كورونا المستجد، بلغ 9428 خلال 24 ساعة، مما يعيد طرح سؤال الأسباب التي أدت إلى هذا الارتفاع المهول، والسبل المثلى للحد من انتشار هذا الفيروس الذي حير كل دول العالم وما زالت إلى الآن لم تربح الحرب ضده.
الدكتور الطيب حمضي أجمل في تصريح لقناة “ميدي 1 تي في” مساء أمس الأربعاء، أسباب هذا الارتفاع القياسي في سببين رئيسيين، أولهما “التراخي العام، وعدم احترام الإجراءات الاحترازية الفردية والجماعية من طرف المواطنين”، مضيفا أن بعض المواطنين يحترمون هذه الإجراءات الاحترازية منذ انطلاق الجائحة إلى اليوم، في حين يوجد عدد من المواطنين لا يحترمون إطلاقا الحد الأدنى من الشروط الصحية، خصوصا خلال الأسابيع التي تلت تخفيف الإجراءات الاحترازية من طرف السلطات العمومية، وقبل عيد الأضحى وأثناءه وبعده.
وثاني هذه الأسباب، حسب البروفيسور المغربي، هو انتشار المتحور دلتا وألفا، موضحا أن دلتا أسرع من ألفا بنسبة 60 في المائة، مؤكدا أن هذه الأسباب هي التي جعلت إصابات كورونا ترتفع بهذا الشكل القياسي.
وأشار البروفيسور المغربي، إلى أن تسجيل حوالي 10 ألاف إصابة، جاء نتيجة قيام المغرب ب43 ألف تحليلة، بعدما كان يقوم ب20 إلى 25 ألف تحليلة في اليوم، وفي بعض الأحيان كان يقوم فقط ب 10 ألف أو 7 آلاف.
ونبه حمضي، في السياق ذاته، إلى أنه على الرغم من أن إنجاز تحاليل أكبر، يؤدي الى تسجيل حصيلة إصابات أكبر، فإن ذلك لا يعني أن الأرقام الحقيقية قليلة، بل بالعكس من ذلك، مؤكدا أن المغرب سيعرف تسجيل أرقام قياسية أخرى في عدد الإصابات خلال الأيام المقبلة، قائلا “لأنه حين لا يكون هناك احترام للإجراءات الاحترازية سواء الفردية أو الجماعية مع الأسف الأرقام تكون كبيرة جدا، ويمكن أن تتضاعف الأرقام من أسبوع إلى أسبوع أو من يوم إلى يوم مرتين خصوصا في ظل وجود المتحور دلتا”.
وأضاف الدكتور حمضي، أن المغرب دخل مرحلة َالموجة الثالثة من انتشار الفيروس، وهو ما يستدعي يقظة والتزاما مضاعفين لتفادي انهيار المنظومة الصحية.
من جهته، أكد الدكتور شكيب عبد الفتاح أستاذ الأمراض التعفنية والمعدية في كلية الطب والصيدلة بالدار البيضاء، أن خطورة المتحور دلتا، تكمن في سرعة الانتشار بأكثر من 60 في المائة، مقارنة بالمتحورات الأخرى ألفا وبيتا.
وحول إمكانية لجوء المملكة لخيار الحجر الصحي الشامل، قال الدكتور عبد الفتاح في تصريح للقناة ذاتها، إن لجوء البلاد إلى هذا الإجراء أمر وارد، إذا استمرت المؤشرات الوبائية في التدهور.
يشار إلى أن المغرب سجل من جهة أخرى، تسارعا ملحوظا في عملية التلقيح الوطنية، حيث تم تجاوز عتبة 10 ِملايين مستفيد من الحقنتين الأولى والثانية، بينما استفاد من الحقنة الأولى من التلقيح أكثر من 12 مليون و970 ألف شخص.
وبخصوص أهمية ودور التلقيح في احتواء فيروس كورونا، قال الدكتور حمضي، إن التطعيم َضد كورونا يقي المواطنين وإن أصيبوا بعدوى الفيروس من الوصول ِإلى أقسام الإنعاش ويٌجنبهم بنسبة ٍ كبيرة تدهور حالتهم الصحية أثناء فترة العلاج.