[success]المواطن24[/success]
وأنا أتردّد بين دُكّان أبي رحمة اللّه عليه ، إلاّ وأُصَادف ليس بالصُّدف بل كون المكان نقطة استراتيجيّة يأتي لها من صاحب لياليه ساهرا وعاشقا لصمت هذه اللّيالي نفسها…!…تأتي زَبائِني ، واحدة تِلوَ الأخرى لتقضي بعض مُشترياتها ، ولحظتها أقتبس وألاحظ في محاياها أكثر من دلالة ومعنى ، هموم ، مشاكل ، وأفراح معاً في فترات عصيبة…!…كان ” بوسيف ” كما كنت أنادي عليه ، أحد فنّاني خنيفرة الّذي لايمكن أن لا أراه في ليلة من ليالي الحمراء الجميلة ، مرّة يحمل ” آلته الوتريّة ” ومرّة أدخل معه في دردشة حول نوطات وموسيقى وفن مستوحاة من طبيعة المنطقة ، ” بوسيف ” وجه آخر من وجوه القلعة الزيانيّة ، الّذي أبى أن يعزف بموهبته وبقلبه معاً ، يحمل في حلمه أن يصير ضمن لائحة كبار الفن ، ومشاهير هذه الآلة التي كان احتكارها بالأطلس المتوسّط عن غيره…!…نعم لم تسعفه الظروف لولوج قسم الكبار، ليبقى واحدا من الكثيرين الّذين امتلكتهم الموهبة بدون أن ينال شرف احتضان مستقبل زاهر وحافل بالنجوميّة…!…طوبى لجيل حضر بصوته وحنينه ، غير آبِه بما تؤول إليه الأيّام من متغيّرات إن لم نقل إلى الأسوأ بدل الأفضل…!…