[success]المواطن 24 متابعة[/success]
كتبت مصادر في عددها الأسبوعي الصادر اليوم السبت، أن الرصيد الحضاري والثقافي العريق للمغرب ومصر، مكن الشعبين من التشبع والتمسك بقيم الانفتاح والاعتدال والتسامح وتقبل الآخر، وسهل من دفع عملية التفاعل الإيجابي بين الثقافتين المغربية والمصرية الى الأمام وتوسيع مساحة المحبة والاحترام المتبادل بين الشعبين.
وأضافت المصادر، التي خصصت ملفا للتجاذبات والتقارب الثقافي والعلاقات الإنسانية بين المغرب ومصر، أنه بينما ينظر المغاربة لمصر على أنها مركز للإشعاع الحضاري والثقافي في الشرق الأوسط، رحبت مصر بدورها واحتضنت قامات فكرية مغربية ، شجعها الجو العام الثقافي في مصر على الاستقرار بها والاندماج في نسيجها الاجتماعي.
ومن خلال شهادات لسيدات مغربيات أقمن في مصر وينتمين لعوالم مختلفة كالإعلام والشعر والأدب والفن، أشارت المجلة إلى أن الأدب المصري لعب دورا مهما في تشكيل وجدان القارئ المغربي، حيث شكلت روايات نجيب محفوظ وطه حسين ويوسف ادريس وتوفيق الحكيم دورا في دعم وتمتين العلاقات الإنسانية بين البلدين الكبيرين.
وبهذا الخصوص، ترى الإعلامية يسرا طارق أن الثقافة تعتبر واحدة من أهم بوابات جسور التواصل والتبادل والعطاء التي أسهمت في توطيد العلاقات المغربية- المصرية، ورافدا من الروافد التي عززت الحوار بين الثقافتين اللتين تعتبران من أعرق الثقافات في العالم، مضيفة أن التفاعل والتبادل بين الشعبين تمتد جذوره الى أعماق التاريخ وهو ما لا يدع مجالا للشك في قوة المشترك وفي وحدة المنطلقات بين البلدين، ما أدى إلى تفاعل متميز وخصب ومتواصل بين الثقافتين المغربية والمصرين المطبوعتين بالعراقة والثراء والتنوع.
وأضافت المتحدثة أن الاهتمام بالبعد الثقافي انعكس في العلاقات الثنائية بين البلدين على مر العصور، حيث كانت الثقافة بمثابة المرآة التي تعكس مشاعر المحبة والاخوة التي طبعت العلاقات بين البلدين، ولعل ذلك ظهر مؤخرا في تعزيز التعاون بينهما في مجالات ثقافية متعددة كالسينما والمسرح والأدب ما مهد للانتقال من مرحلة التأثر والتأثير الى مرحلة الإنتاج الثقافي المشترك .
وتابعت أن المغرب لطالما كان منفتحا على مصر خصوصا في مجالات المسرح والسينما والأدب كمصدر إلهام ، حيث لعبت السينما المصرية على الخصوص دورا مهما في تقريب تاريخ وثقافة مصر الى الشعب المغربي.
أما في مجال الأدب، تضيف المتحدثة، فيعد الأدب المغربي والمصري مركزا أدبيا يحضر بقوة في الساحة الأدبية العربية والعالمية ويغذيان بإسهاماتهما النوعية في الفكر والنقد والكتابة الإبداعية الثقافة العربية المعاصرة مشيرة إلى أن العديد من الكتاب المغاربة أصبحوا ينشرون كتبهم في مصر لما تعرفه حركة النشر بها من دينامية كبيرة تسمح بترويج الكتب على نطاق أوسع .
بدورها ، قالت الشاعرة منى وفيق، إن العلاقة بين المغرب ومصر تشابكت منذ الأزل ثقافيا وتاريخيا وجغرافيا من خلال بعثات مغربية تذهب للتعلم في الأزهر ، وأخرى لأقطاب العلماء والصوفيين وأيضا لأدباء ونقاد وكتاب ساهموا في ترجمة وتقوية العلاقات المصرية المغربية.
وأضافت أن اغلب الكتاب المغاربة والفنانين حريصون على التواجد في مصر عبر إبداعاتهم حيث ان اغلبهم يصدر أعماله الادبية من هناك معتبرة ان العلاقة الثقافية بين المغرب والمشرق لا تتم الا عبر مصر .
من جهتها أشارت الأكاديمية عفاف التائب إلى ان كل ما وصلنا من مصر اختلط بهويتنا بشكل شعوري او غير شعوري ويتجلى ذلك في ممارساتنا الحياتية المختلفة، مشيرة إلى أن مصر كانت ولاتزال ملهمة بنضالات حركاتها النسائية.
وقالت إن حلم جيل الثمانينات كان أمريكا غربا ومصر شرقا ،مضيفة أن النشاط الفكري بها كان يجعل منها الحج الثقافي لمجموعة من الأدباء والمفكرين والفنانين المغاربة او العرب عموما ويكبر هذا الحلم كلما تمت معاينة أثر هجرتهم او مقامهم في تشكيل شخصياتهم وأعمالهم.