[success]المواطن 24 – متابعة [/success]
كما كان متوقعا، لم يستطع الجزائري إسماعيل شرقي أن يترك منصبه كمفوض للسلام والأمن في الاتحاد الإفريقي دون أن ينفث، للمرة الأخيرة، سمومه وكراهيته تجاه المغرب.
هذا الحقد المرضي تجاه المغرب، الذي طوره طوال حياته المهنية، خاصة خلال فترة وجوده في الاتحاد الإفريقي، يأمل أيضا في جعله جواز سفره من أجل الترقي في دوائر السلطة في الجزائر، التي يتعين أن يعود إليها في اليوم التالي للقمة العادية الرابعة والثلاثين للاتحاد الإفريقي، التي ستنتهي يوم 7 فبراير المقبل.
ومن أجل نفث سمومه ضد المملكة المغربية، فإن ما يسمى بـ”الزبال” (المعروف أيضا بآكل الجيف) في أروقة الاتحاد الإفريقي لم يجد وسيلة لذلك إلا عبر وكالة “سبوتنيك” الروسية. وبطبيعة الحال، من أجل إثارة اهتمامهم، كان عليه أن يضخم من الألعاب النارية التي ألقتها البوليساريو والتي لم تجد صعوبة في تعداد بياناتها الحربية التي تشكل عقوبة يومية لوكالة الأنباء الجزائرية.
وقال المسؤول الجزائري “إن تصعيد الصراع بين المملكة المغربية والبوليساريو قد يهدد الاستقرار الإقليمي ونريد إيجاد حل في أسرع وقت ممكن”، محاولا الإيهام بأن المنطقة هي منطقة حرب.
ومن الواضح أن الدبلوماسي الجزائري يواصل استخدام مصطلحات بالية تجاوزها الزمن في إشارة إلى “الاستفتاء” الذي لم يعد يؤمن به أحد داخل المجتمع الدولي الذي يدعم حلا واقعيا لا ينفصل عن مقترح الحكم الذاتي الذي طرحه المغرب.
وتتضح سوء نية شرقي بكل جلاء عندما تحدث عن ما سماه بـ”مخاوف شخصيات سياسية في الولايات المتحدة” مزعومة حول هذا التحول التاريخي في الموقف الأمريكي من خلال الاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء.
كما أنه تجاهل الإشارة إلى موقف إدارة جو بايدن التي أكدت تمسكها بالاتفاقيات المبرمة بين إسرائيل والدول العربية، بما في ذلك الاتفاق الثلاثي الموقع بين الرباط وتل أبيب وواشنطن، وهو الاتفاق الذي ينص على اعتراف الولايات المتحدة بسيادة المملكة على صحرائها.
وأشار إسماعيل شرقي أيضا إلى الرسالة التي بعثها رئيس الاتحاد الإفريقي المنتهية ولايته، سيريل رامافوزا، إلى الأمين العام للأمم المتحدة بشأن المناقشات المتعلقة بالصحراء خلال القمة الاستثنائية الأخيرة للاتحاد الإفريقي التي عقدت في شهر دجنبر الماضي، تحت عنوان “إسكات صوت البنادق”.
وكمحرر للتقرير الخاص المخصص لاجتماع رؤساء الدول والحكومات المنعقد عبر الفيديو، داس إسماعيل شرقي، بتواطؤ مع رئيس الاتحاد، على كل القواعد والأعراف الدبلوماسية في محاولة لجعل قضية الصحراء محورا أساسيا في النقاشات. ومن خلال أفعالهم هاته، فقد جعلوا هيئات هذا الاتحاد خارجة عن المشروعية من خلال تجاوز آلية الترويكا، وهي الجهاز الوحيد داخل الاتحاد الإفريقي المكلف بدعم جهود الأمم المتحدة، التي تعتبر الإطار الوحيد والحصري للنظر في هذا النزاع الإقليمي المفتعل.
بالإضافة إلى ذلك، عندما يتحدث شرقي عن هذه الرسالة، فإنه ينسى أن يوضح أن سيريل رامافوزا قد تم انتقاده بشدة من خلال رسالة أخرى للسفير عمر هلال، الممثل الدائم للمملكة في الأمم المتحدة، الذي وضع الأمور في نصابها الصحيح. وحتى عندما يتحدث عن التأخير المسجل في ما يتعلق بتعيين مبعوث شخصي جديد للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء، تجاهل شرقي عمدا القول بأن البوليساريو (وبالتالي الجزائر) هي التي رفضت الاقتراح الأخير لتعيين الروماني بيتر رومان في هذا المنصب…
في نهاية المطاف، أطلق إسماعيل شرقي رصاصاته الأخيرة في مجال التضليل والتزييف ضد المغرب، وهو عمل بئيس لإنقاذ الشرف ولكنه لن يؤثر بأي حال من الأحوال على تماسك وعدالة القضية الوطنية في نظر العائلة الإفريقية التي لم تعد سوى أقلية قليلة تعترف بالجمهورية المزعومة، هذا الكيان الوهمي الذي لم/ولن يكتب له الوجود أبدا على الرغم من الدعم والرعاية المكثفة التي يقدمها له النظام العسكري في الجزائر، حيث يبدو الحكام الكهول على رأس الدولة الجزائرية في حيرة منذ سقوط جدار برلين.