المواطن24
شرعت محكمة الدار البيضاء بالجزائر العاصمة، اليوم الأربعاء، في محاكمة الجنرال المتقاعد علي غديري المتابع بتهمة “المشاركة في إضعاف معنويات الجيش الوطني الشعبي”.
وقد استمع قاضي الجلسة إلى المتهم علي غديري ووجه له أسئلة حول مضامين المقالات الثلاث التي كتبها بين سنتي 2015 و 2018 والهدف من تلك المساهمات، خاصة وأن واحدة منها ورد فيها “مساس بمعنويات المؤسسة العسكرية”.
ورد غديري في أولى ردوده أنه يتطرق في مقالاته تلك إلى “أمور تمس بالمؤسسة العسكرية” وأنه “احترم واجب التحفظ الذي يقره القانون”، معتبرا أن تلك المقالات كانت بمثابة “مبادرة شخصية تعكس قناعاته وتصوراته حول الوضع في البلاد”.
وعن المقال محل المساءلة، الذي صدر في 25 ديسمبر 2018، وهو حوار نشر بيومية “الوطن” الصادرة باللغة الفرنسية،, قال غديري إن الدافع الأساسي لإجراء ذلك الحوار هو “وجود أزمة سياسية في البلاد وسعي بعض الأطراف لمناورات كانت تهدف إلى فرض عهدة خامسة للرئيس بوتفليقة”، مضيفا أنه “اكتفى في حواره بالرد على أسئلة الصحافي لا غير” واستشهد في أقواله بقراءة مقاطع من ردوده الواردة في الحوار المذكور.
للإشارة، فان علي غديري وهو لواء متقاعد من الجيش الوطني الشعبي، يوجد رهن الحبس منذ يونيو 2019 بتهمة “المشاركة في إضعاف معنويات الجيش وقت السلم”.
عُرف عن غديري أنه كان لا يتبادل الوُد مع قائد أركان الجيش، الفريق أحمد قايد صالح. كما لم تكن علاقته بالضباط المقربين من قائد الجيش “حسنة”، وكان هذا التوتر سبب تسريع إحالة غديري إلى التقاعد في 27 سبتمبر 2015.
وبرز اسمه إعلامياً في عام 2016، من خلال سلسلة مقالات نشرها في الصحافة المحلية وضمّنها عدة أفكار عن “ماهية التغيير في الجزائر”. وعاد غديري ليثير الجدل في 2017، بعد رده على رسالة الوزير السابق نور الدين بوكروح بشأن “ضرورة تدخُّل الجيش في الأوضاع التي تعيشها البلاد”.
وأكد أن “الجنرالات المتقاعدين ليسوا جبناء، وليسوا كلهم أغنياء جمعوا ثروات بفضل مناصبهم، كما لم يعودوا مواطنين كاملي الحقوق منذ سنِّ قانون واجب التحفظ، الذي يمنعهم من الإدلاء برأيهم في أي موضوع يخص الشأن العام”.
وبعد تقرير نشرته صحيفة “لوموند أفريك” الفرنسية في يونيو 2017، تناول مزاعم عن “لقاء جمع غديري ومسؤولاً حكومياً جزائرياً سابقاً بمسؤولين في المخابرات الأمريكية، بمقر سفارة واشنطن في باريس”، جرى تداول اسمه مرة أخرى.
ودار اللقاء حول ترتيبات مرحلة ما بعد بوتفليقة، وهو ما ردّ عليه غديري بقوة، وأعلن متابعة الصحيفة أمام القضاء.
وكان غديري، الذي ظل يردد في مقالاته عبارة “المواجهة لا تخيفني”، قد دخل في وقت سابق حرباً كلامية مع الوزير الجزائري السابق للتجارة نور الدين بوكروح، الذي هاجم الجنرالات المتقاعدين.
وقال غديري: إن “هذا النظام الذي تنتقده باستمرار، بصفتك رئيس حزب سابقاً ووزيراً سابقاً، أنت جزء منه، وهذا النظام استمر، ليس لأن لديه قاعدة شعبية، بل بسبب روح الخنوع التي تسيطر على المتحلِّقين حول النظام من الذين يدَّعون مساندته، وأعينُهم على الريع الذي يمتلك النظام وحده مفاتيحه وطرق الوصول إليه”.