محمد شنوري
أنهى “أحمد بكور” مرشح حزب الأصالة والمعاصرة لرئاسة غرفة الصناعة التقليدية، آمال الاستقلاليين بطنجة في حفظ ماء وجههم خلال تشكيل مكاتب المجالس المنتخبة بطنجة، والتي لم يظفر فيها حزب “الميزان” سوى برئاستين لغرفة مهنية واحدة ومقاطعة واحدة، فهل فشل “الأمين بنجيد” المفتش الإقليمي لحزب الاستقلال في تدبير مفاوضات حزبه داخل هذه المجالس؟
يرى متتبعون أن حزب الاستقلال تعرض لخيبة أمل كبيرة بطنجة، إذ لم يفز سوى برئاسة غرفة مهنية واحدة، قبل أن يظفر “محمد الحمامي” برئاسة مقاطعة بني مكادة، وإن كانت هذه الرئاسة يعود الفضل فيها لمحمد الحمامي الذي هيمن على أصوات منتخبي المقاطعة ولم يكن بحاجة لمفاوضات المسؤول الأول عن حزب الميزان للعودة للرئاسة، في حين فشل “بنجيد” في إقناع حلفائه (الأصالة والمعاصرة، التجمع الوطني للاحرار) في منح الحزب مقاطعة أخرى، قبل أن يفشل حزبه كذلك في ضمان رئاسة مجلس عمالة طنجة أصيلة والتي كان من المفترض أن تسند رئاستها لحزب “الميزان” قبل أن ينتزعها الأصالة والمعاصرة رغم اتفاق التحالف الثلاثي القاضي بتقاسم رئاسات المجالس المنتخبة.
ولم يدبر “بنجيد” مرحلة ما بعد انتخابات 8 شتنبر، والتي كانت تفرض عليه باعتباره المسؤول الأول عن الحزب بطنجة أن يضمن أكبر عدد من المكاسب لحزبه، والذي كاد يغادر خاوي الوفاض لولا “محمد الحمامي” الذي لم يكن أساسا في حاجة لدعم حزبه، إذ ساهم الرجل بشكل كبير في الفوز برئاسة مقاطعة ونيل مقعد برلماني غاب عن الحزب منذ سنوات طويلة.
وغاب الكثير من الاستقلاليين منهجية تدبير هذه المرحلة من طرف المفتش الإقليمي، والذي تقلص حصور أعضائه بمكتب مقاطعة السواني، ما جعل استقلاليين يخرجون عن صمتهم والذين فاجأتهم تركيبة مكتب المقاطعة، محملين الرجل المسؤولية باعتباره من قاد مرحلة تدبير المفاوضات بطنجة.
ولجأ استقلاليون لمواقع التواصل الاجتماعي للتعبير عن غضبهم عن حصيلة تمثيلية الحزب بالمجالس المنتخبة، التي أفرزت هيمنة لحزب الأصالة والمعاصرة، والتجمع الوطني للأحرار، في حين لم يكن حزب الاستقلال سوى مكون مكمل لتركيبة هذا التحالف الذي تسبب في صراعات داخل البيت الداخلي بحزب الاستقلال.
وكانت انتخابات مكتب غرفة الصناعة التقليدية مؤشرا جديدا على ضعف تدبير مرحلة المفاوضات، والتي خرج منها الحزب خاوي الوفاض، والذي لم يتم انتخاب أي عضو من أعضائه بمكتب الرئيس الجديد المنتمي للأصالة والمعاصرة، فهل يقدم “بنجيد” استقالته بعد فشله في تحصين مكاسب الاستقلاليين بالمجالس المنتخبة بطنجة؟
Entrer