لحسن كوجلي
كارثة إنسانية فعلا، تلك التي لا تزال اطوارها تدار الى غاية مساء اليوم الاثنين بمحيط مدينة افورار اقليم ازيلال بالطريق السفلى المؤدية إلى مركز بني عياط، حيث ظلت امواج بشرية تنتقل الى عين المكان من كل جماعات أفورار وبني عياط وسيدي حمادي ، لمتابعة عن قرب تفاصيل الكارثة التي أودت بحياة ثلاث اشخاص وسط الحديث عن احتمال ارتفاع العدد الى خمسة أشخاص.
تفاصيل الحادث المأساوي ، ابتدأ منذ الساعة الثانية من صباح اليوم الاثنين، اللحظة التي سمع فيها صوت فرامل سيارة، وصوت احتكاكها بحاجز اسمنتي، قبل أن تتهاوى بقناة مائية محلية معروفة بخطورتها وبحصدها للمئات من الارواح البشرية.
وعقب ذيوع الخبر ووصوله الى من يهمهم الأمر، بدات الجماهير تتقاطر و تتجمع بمسرح الحادث، حيث ظهرت في بادئ الأمر سيارة من نوع رونو كليو استقرت في عقر القناة وسط الحديث عن وجود اشخاص لا يزالون عالقين فيها، وبعد التهيأ لمباشرة عملية القاء نظرة أولية على السيارة، نزل عنصر تابع للوقاية المدنية، وقام بربطها بحبل سميك بمساعدة عناصر الدرك الملكي لافورار والجمهور الحاضر، وخلال افتحاصه الاولي، وقف على وضع محزن نظير ظهور جتثين ممددتين بالمقاعد الخلفية، مع بزوغ نوافد السيارة الامامية والجانبية مكسرة.
تلى ذلك انتشال الجثتين، ظهرت انهما تعودان لشابين من دوار اولاد سعيد جماعة سيدي حمادي اقليم الفقيه بن صالح. ومع الوصول الى عدم توفر الهالكين لرخصة السياقة، ظهر اسم آخر يدور الحديث حول احتمال وجوده رفقة الشابين، تم تلى ذلك احتمال وجود شقيق السائق ضمن المجموعة، خصوصا بعد فقدان الاتصال بهما عبر الهاتف، ومع توالي استقراء ما يتم لمه من معلومات، ظهر اسم آخر يمكنه ان يصير مع المجموعة داخل السيارة، ويعود الى فتاة كانت تعمل نادلة بمقهى بدوار السمير ، اختفت هي الاخرى عن الانظار.
وعقب وصول عطاس تابع للوقاية المدنية، تم مباشرة عملية البحث عن الجثت المحتملة حوالي الساعة الثانية ظهرا، اسفرت عن العثور على جثة طفل في حدود السادسة عشرة رييعا، وهو الاخ الاصغر للسائق الذي جرى الحديث حول احتمال كونه سائق السيارة.
وبعد عدة محاولات اخرى بدون جدوى توقفت عملية البحث، في انتظار استئتافها غدا الثلاثاء، حيث يرتقب ان ينخفض منسوب مياه القناة الى مستوى قد يساهم بشكل كبير في عملية البحث عما تبق من جثت محتملة.
وحسب خبرة بعض العناصر الدركية الميدانية، ان سبب سقوط السيارة قد يعود الى السرعة المفرطة وعدم التحكم في الآلية بعد فقدان السائق لقوة التحكم فيها خلال سيره في معرج لطريق حديث البناء يتوفر على كل شروط الرؤية الليلية الواضحة. وقد دفع شيوع خبر الكارثة بخروج اهالي سكان اولاد سعيد عن بكرة أبيها الى عين المكان لمتابعة تفاصيل الحادث المأساوي.
وتابع عملية انتشال جثت الضحايا، كل من القائد الاقليمي الدرك الملكي بازيلال وقائد أفورار وعناصر الدرك الملكي بكل من افورار وبني عياط واخرين من مسرح الجريمة وافراد من القوات المساعدة واعوان سلطة والمئات من الجماهير من ساكنة الجوار.
حادث محزن تابعه الجميع منذ صباح اليوم الاثنين والى غاية قرب غروب الشمس، كثير من الناس ظلوا صائمين اما بسبب فقدانهم لشهية الطعام لهول الفاجعة، واما لبعد المكان من المتاجر والمطاعم والمنازل.