وليد كاليش
حوالي الساعة التامنة ليلا ، رصدت جريدة المواطن 24 عددا من الأشخاص من دون مأوى ينام كل واحد منهم في العراء بمكان عند عتبة مقهى أو دكان بساحة الشهداء (المحطة الطرقية)، في ظروف مناخية قاسية. وتبقى المشاهد رهيبة لأجساد متكورة مفترشة الكارتون، تلتحف أغطية بالية لا تؤمن أي دفء لصاحبها في هذه الأجواء الباردة.
من بين هؤلاء أطفال صغار وجوههم انكمشت من شدة البرد ونساء عابسات يملأ الحزن كيانهم وهم يحظنون فلذات اكبادهن في مشهد يوحي بأن العالم هو ملك للأغنياء فقط وعجزة لا يقدرون على المشي يكابدون المحن خلال فصل الشتاء لهذه السنة الذي حل باردا ليعمق من جراح هذه الشريحة الاجتماعية التي تخوض الصراع على جبهتين، صراع من أجل البقاء الذي يبقى للأقوى في الشارع، وصراع آخر لا يقل عنه مضاضة من أجل العيش وتأمين شيء من الدفء في محيط غير آمن.
المشردون أو التائهون الذي وجدوا انفسهم على حين غرة وتحت وقع أسباب متعددة المراجع اجتماعية، نفسية، اقتصادية، سياسية بين مخالب التيه والضياع على ناصية هذا الشارع أوذاك، فمدينة وادي زم على صغر مساحتها مقارنة بالمدن الاخرى فان اعداد المتشردين او التائهين تزداد كل سنة حيث لا يخلو شارع أو فضاء عام من تواجدهم المؤلم كجرح غائر في جسد المجتمع.
هناك مبادرات محتشمة يقوم بها بعض من شباب وشابات هذه المدينة المكلومة لكن تبقى المبادرات التطوعية و الخيرية لذوي النوايا الحسنة من الشباب الذين يمدون يد المساعدة والعون لمحاولة التخفيف من شدة برد الشتاء على المشردين جد محدودة.