المواطن24
قصة من القصص الاستثنائية والغريبة جداً كان لابد أن تتحدث عنها الصحف والمواقع المهتمة بقصص الغرائب عبر التاريخ.
وهي سيرة حياة الراهب “مايك تولوز” الذي يعتقد الكثيرون بأنّه الوحيد في العالم أو ربما في التاريخ الذي ولد وعاش ومات دون أن يرى امرأة في حياته قط، حتى أمه التي ولدته!
طفلاً يبحث عن ملجأ
وفقاً للمواقع اليونانية فإنّه في العام 1856م وبالقرب من جبل آثوس الجبل المقدس الواقع في شمال شبه جزيرة كالسيديس في مقاطعة مقدونيا اليونانية.
ولد طفل لم يكن قد حصل على اسم بعد لتتوفى أمه بعد 4 ساعات على ولادته، فيما لم يعرف والده على وجه التحديد.
وبعد عدة أيام ونظراً لعدم تقدم أحد لتبني الطفل الذي جاء للحياة يتيماً، نقل من قبل أحد الأشخاص إلى أمام بوابة دير شهير يقع أعلى جبل آثوس يقيم به رهبان من مختلف الكنائس الأرثوذكسية.
وبطبيعة الحال تبنى رهبان الدير هذا لطفل وأطلقوا عليه اسم “مايكل تولوتوز” ونشأ بينهم حتى سن المراهقة، إذ كان بمقدوره أن يتخذ القرار إما بمغادرة الدير للمرة الأولى أو البقاء في الدير للأبد.
وهنا كانت المفاجأة إذ قرر مايكل أن يصبح راهباً من رهبان الدير بشكل رسمي ونهائي، لأنه لم يكن يعرف أحد سواهم ولم يكن لديه الفضول لاكتشاف العالم.
فضلاً عن الصعوبة في قواعد الدير تلك الفترة، فقد كانت تنص القواعد على عدم السماح لمن يدخل الدير بمغادرته ثانيةً والعودة لحياته الطبيعة مهما كان السبب.
وذلك لم يكن صعباً على مايكل إذ لم تكن لديه حياة هامة خارج الدير بقدر ما هي في الدير.
لا نساء.. ولا حيوانات
الجبل المقدس.. حيث لم يكن مسموحاً للنساء أن تذهب ولا الحيوانات، باعتباره جبلاً مقدساً وهي القواعد نفسها التي تطبق حتى الآن.
لذلك كانت فرص لقاء مايكل بالنساء أو الحيوانات ضعيفة بل مستحيلة وخاصة داخل الدير.
ونتيجة لهذه القواعد فقد نشأ الراهب مايكل دون أن يرى امرأة في حياته قط، حتى أمه التي ولدته لم يتمكن من النظر في وجهها بسبب وفاتها بعد ساعات قليلة من ولادته.
وقد التزم مايكل بقواعد الدير حتى وفاته في عام 1938 بعمر 82 عام، دون أن يرى امرأة ولا حيوان ولا أي شيء من الاختراعات التي كانت خارج الدير كالسيارات والطائرات والسينما والكاميرات وغير ذلك.
حتى لحظة وفاته لم تكن قصة الراهب مايكل شائعة في الأوساط اليونانية، إلّا أنّه بعد وفاته تم الإعلان عن قصته ونشرها باعتبارها من نوادر القصص الإيمانية وأقيمت له مراسم جنازة ودفن خاصة، بوصفه الشخص الوحيد في العالم آنذاك وربما عبر التاريخ الذي لم يرَ امرأة قط.
تعتبر قصة الراهب مايكل مثيرة حقاً وتستحق البحث في تفاصيلها، إلّا أنّ ما توفر عنها ليس بالكثير ولكنه الجوهر.
فقد كان ذلك في عام 1938 في ظروف لم تتوفر فيها الوسيلة الإعلامية لتوثق ما حصل في حياة الراهب المثيرة للدهشة وإمكانية حدوثها من عدمه.