نجيد كباسي
من المُمكن أن لا تُفاجئك حقيقة أن كوكبنا، مع غلافه الجوي وكل شيء فيه، يدور باستمرار. فعند خط الاستواء، سرعة دوران الأرض هي: حوالي (1675) كيلو متر في الساعة – أي ما يعادل (1040) ميل – ممّا يعني أنك في هذه اللحظة تُسافر بسرعة تقترب من (465) متر في الثانية، أو أقل من هذا إذا كان موقعك قريب من أحد القطبين.
إذا كنا ننتقل بهذه السرعة، فلماذا لا نسطيع الشعور بهذا الدوران؟! الجواب: يكمُن في طبيعة دوران الأرض.
تخيّل أنك في طائرةٍ، حيث تُسافر بسلاسةٍ عند سرعة ثابتة وارتفاع ثابت، وقررتَ أن تفُكَّ أحزمتكَ، وتمشي في ممرّ الطائرة، لكنك مع ذلك لا تشعر بحركة الطائرة لماذا؟!
الجواب بسيط: هو لأنّك والطائرة، وكل شيءٍ آخر فيها، يُسافر بنفس السرعة. وإذا أردت أن تُلاحظ حركة الطائرة، فعليك أن تُلقي نظرة نحو الغيوم في الخارج.
الأمر نفسه ينطبق على دوران الأرض – فكوكبُنا يُكملُ دورةً كاملةً حول محورهِ كلّ (23) ساعة و (56) دقيقة، حيث تدور بلا انقطاع بمعدلٍ ثابتٍ تقريباً.
هناك طريقة واحدة للشعور بالحركة وهي: أن تشعر بالريح على وجهِكَ – لكن تذكّر أن الغِلاف الجوّي للأرض، يُسافر معنا بنفس السرعة ايضاً ! إذا كانت الأرض تُغيّر من تسارعها، فكلنا سنشعرُ بها بالتأكيد، وهذا لن يكون بالأمر اللطيف، ربما ستبدو كضربة عنيفة مفاجئة على الفرامل على مقياس كوكبي.
عندما يتحرّك الغلاف الجوي بنفس سرعة (465) متر في الثانية، ويضرب سطح الكوكب. فمثلما لا نسطيع الشعور بالحركة الثابتة للطائرة، فان دوران فضائُنا العملاق لا يمكن الإحساس به أيضاً.