مريم بوفنان
وجهت الجزائر، مساعدات إلى مخيمات المحتجزين في تندوف، تقدر بمائتي طن، في ظل إعلان الجبهة الانفصالية لحالة تقشف قصوى وتضييق لولوج ساكنة المخيمات للغذاء، بسبب النقص الكبير الحاصل في مواد أساسية مثل الزيت.
وقال موقع موالي للجبهة الانفصالية، إن 16 شاحنة محملة بأكثر من 200 طن من المواد الغذائية وصلت إلى قاعدة الهلال الأحمر في المخيمات، ضمن “سلسلة مساعدات موجهة للشعب الصحراوي”، ضمن العملية التي يشرف عليها الهلال الأحمر الجزائري.
وفي حديثه لوسائل الإعلام، قال رئيس الهلال الأحمر في الجبهة الانفصالية، بوهبييني يحيى بوهبييني، إن “هذه المساعدة التي قدمتها الدولة الشقيقة الجزائر سيكون لها تأثير كبير، لأنها تصل في الوقت المناسب. بسبب نقص الغذاء “.
وأوضح المصدر ذاته، أن ما وصل من طرف الجزائر، هو “مساعدات إنسانية، من أجل تغطية جزء من احتياجات المخيمات.
وكانت أزمة الغذاء وارتفاع الأسعار في الجارة الشرقية الجزائر قد انعكست على وضعية مخيمات تندوف، حيث اتخذت قيادة جبهة “البوليساريو” الانفصالية قرارات جديدة، تقيد بموجبها ولوج ساكنة المخيمات إلى المواد الأساسية، وتستغلها كذلك لإحكام سيطرتها على ساكنة المخيمات بفرض قيود جديدة على تحركها.
وفي السياق ذاته، أصدرت جبهة البوليساريو، أو ما تسميها بـ”وزارة الداخلية”، بلاغا جديدا قالت فيه، إنها تعيش أزمة نقص بعض المواد الغذائية الأساسية لا سيما مادتي الزيت والدقيق، وأنها سجلت ملاحظات من أجل التمكن من المحافظة على الكمية الموجودة في خزائنها، مترجمة إياها إلى حزمة قرارات سيتم تنفيذها ابتداء من الأحد.
وتنص القرارات الجديدة للجبهة الانفصالية على منع الترخيص لأي كمية من مواد الدقيق والزيت والألبان إلى إشعار آخر، وفيما يخص العائلات التابعة لللمناطق المتاخمة للمنطقة العازلة، فلا يتم الترخيص لمادتي الزيت والدقيق إلا عبر رسالة وتأكيد من قيادة الجبهة المكلفة بهذه المناطق، ووفق كميات محددة.
إضافة إلى ذلك، قررت الجبهة الانفصالية منع تراخيص أي حمولة تفوق 250 كيلوغرام من مختلف المواد الغذائية لكل آلية، والتأكيد على منع تراخيص جميع مواد البناء، ومنع ترخيص أي كمية من المحروقات لأي آلية مدنية، وربط تراخيص الآليات التابعة إليها بطلب موقع من طرف قيادات الصف الأول.
واستغلت الجبهة الانفصالية هذه الظروف، لفرض قيود جديدة على حرية التنقل، حيث قررت ربط تراخيص سيارات نقل المسافرين، بمعاينة السيارة والتأكد من قائمة الركاب وحمولتهم، وتقديم تقرير يومي عن التراخيص الممنوحة للخروج من المخيمات للقيادة الأمنية للجبهة الانفصالية.
وتعيش الجزائر، حاضنة “البوليساريو” منذ أيام أزمة غذاء بنقص كبير في بعض الأطعمة، وسط احتمال بأن تتسبب في اندلاع احتجاجات جديدة في الدولة العضو في منظمة البلدان المصدرة للبترول “أوبك”.
وأفادت وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية، أن مجلس الأمة الجزائري أعلن عن تشكيل لجنة للتقصي في “الندرة والمضاربة في المنتجات الغذائية الأساسية”.
وتشكل الزيادات المستمرة في الأسعار العالمية للبذور الزيتية والحليب المجفف، مزيدا من الضغط على الموارد المالية المضطربة للجزائر، التي تدعم بشكل كبير المنتجات الغذائية الأساسية، مثل زيت الطهي والحليب والخبز.