المواطن24
نعم هو صراع بين الغرب بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا في العالم وهاده المرة الحرب تدور رحاها في أوكرانيا. أول شيء دعك من الدعايات الاعلامية التي تصور أن روسيا هي دولة ظالمة وعدوة العالم والتهديد العالم للبشرية وأن أوكرانيا كيف مظلومة فالقضية قضية مصالح بالاساس ( القيادة الاوكرانية وليس الشعب) أريد أن أبدأ بالسيرورة التاريخية للمشكل الاكراني _الروسي لنعرف أصل المشكل بالظبط ولكن قبل ذالك أريد أن أقول نقطة مهمة وهي أن روسيا كانت دائما محط أطماع بعض الدول الاروبية مثلا سنة 1805 قامت بولندا بمحاولة احتلال روسيا ، سويد سنة 1705 ، فرنسا بقيادة نابليون 1812 وألمانيا في الحربين العالمية الأولى والثانية وكان التهديد بالدرجة الأولى يكون من خلال الدولة المجاورة لروسيا ( أوكرانيا، بيلاروسيا ، بولندا) وبالتالي روسيا فهمت الدرس جيدا وحاولت بناء منطقة عازلة Buffer Zone تفصلها عن اي تهديد غربي لها. بحيث قامت بتوقيع معاهدات مع بيلاروسيا إقتصادية وسياسية. لكن أوكرانيا كانت دائما مستعصية على روسيا .
وهنا أبدأ بالسيرورة التاريخية لاصل المشكل بين البلدين، اوكرانيا أساسا كانت تنتمي لاراضي الاتحاد السوفياتي قديما ، وبعد الانتهاء من الحرب العالمية الثانية قامت مجموعة من الدول بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا بتشكيل حلف الشمال الاطلسي او حلف الناتو North Atlantic Treaty Organization لمواجهة الاتحاد السوفياتي قديما، في المقابل قامت روسيا بتأسيس حلف وارسو بالعاصمة البولندية. لكن بعد انهيار المد الشيوعي بدأت مجموعة من هاته البلدان الانظمام إلى حلف الشمال الاطلسي مثلا على ذالك جمهورية التشي وسلوفاكياوانضمت إلى الحلف أيضًا دول البلطيق التي كانت جزءًا من الاتحاد السوفييتي.
وهنا تفوقت القوى الغربية على روسيا في الشوط الاول من مباراة لم تنتهي ونحن نشهد أطورا شوطها الثاني، روسيا بعد ذالك نفضت الغبار على نفسها وقامت بتطوير منظومتها العسكرية ومن خلال تحسين العلاقات الدبلوماسية مع العديد من الدول وعقد اتفاقيات مع مجموعة من الدول الغربية كل هذا وقع بعد صعود بوتين إلى سدة الحكم في الكرملين. روسيا بعد كل هذا لم تنسى أمجادها وماضيها وقامت بدعم رئيس موالي لها في أوكرانيا إسمه فيكتور يانكوفيتش Віктор Янукович وقامت حكومته بتعليق توقيع اتفاقية للتجارة الحرة والشراكة مع الاتحاد الأوروبي.
وأعلن أيضا أنه يريد أن يجعل من الروسية لغة الدولة الثانية بعد الأوكرانية. وهنا أحست الدول الغربية بالتهديد فقامت بدعم الثوار الاوكرانيين المعارضين لسياسة فيكتور يانكوفيتش، وقام الرئيس بالهروب إلى معقله في دونيتسك.
تطورت الاحداث وقام الرئيس بوتين بإحتلال جزيرة القرم الاوكرانية وببناء قاعدة عسكرية مطلة على البحر الاسود أو المياه الدافئة سنة 2014، من ذالك الوقت والعلاقات الروسية الاوكرانية تتسم بشيء من العداوة ، هذا وقد حذر الرئيس بوتين مرارا وتكرار القيادة الاوكرانية من إنظمامها لحلف الشمال الاطلسي وإعتبر ذالك على حد قوله “تهديدا للامة الروسية “.
وقد ألغى أيضا هذا الأسبوع اتفاق سلام أبرم عام 2015 في الشرق واعترف بالمناطق الخاضعة لسيطرة المتمردين على أنها مناطق مستقلة. خلاصة القول فالصراع هو صراع مصالح غربي روسي في العالم وصل صداه هذه المرة إلى اوكرانيا، بطبيعة الحال هناك توضيحات، أرجو أن لاتنساقو إلى الدعاية الاعلامية فهناك الكثير من المغالطات، فحتى الرئيس الاوكراني ( البطل فولوديمير زيلينسكي) الذي دافع عن بلده ونزل إلى الشارع ليضحي بحياته، إتُهِم بمجموعة من التُهم الخطيرة في قضية مايعرف ب ( باندورا).
روسيا لا تريد الحرب لان ذالك ليس في صالحها فهي تريد التحكم في القيادة الاوكرانية من بعيد وتحاول إستمالة الشعب الاوكراني، ومايفسر ذالك هو دعوة الرئيس بوتين المواطنين الاوكرانين للاختباء في الملاجئ، اظافة إلى أن القيادة العسكرية الروسية تحاول ما أمكن تجنب المناطق السكنية، ولحد الان لم يتم إستعمال اى من الاسلحة الروسية الفتاكة والمتطورة، كما إِستُعمِلَت في سوريا، وماذالك ببعيد، فلم تتم مراعاة أنذاك لا أطفال ولاشيوخ ولا أشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة.
وحتى الان فعدد العسكريين الذين دخلو إلى اوكرانيا فقط 50 ألف ( بوتين وضع 150 الف جندي عند الحدود الاوكرانية) بمعنى لو ارادت روسيا تدمير أوكرانيا في ساعات لقامت بذالك.
والعكس فالغرب لايريد انتهاء هاده الحرب وتريد إرهاق روسيا إقتصاديا ، لذالك قامت بتسليح السكان الاوكرانيين و بدعم حرب الشوارع لاستنزاف الدب الروسي وإجباره على التراجع. وأخيرا فحتى لو لم تكن أوكرانيا تحت رحمة بوتين فستكون تحت رحمة الغرب