عبد الفتاح تخيم
جرى اليوم الثلاثاء بمدينة طنجة التوقيع على اتفاقية شراكة تهم تثمين القطب الفلاحي باللوكوس، والتي تمهد لإطلاق أشغال إنجاز هذا المشروع المهيكل.
وتروم الاتفاقية، التي تجمع بين وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، ووزارة الاقتصاد والمالية، وولاية جهة طنجة-تطوان-الحسيمة، ومجلس الجهة وشركة “MedZ”، فرع صندوق الإيداع والتدبير، القرض الفلاحي بالمغرب، تثمين القطب الفلاحي باللوكوس الذي سينجز على مساحة تصل إلى 150 هكتارا بالجماعة القروية زوادة بإقليم العرائش.
في كلمة بالمناسبة، أكد محمد صديقي، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، أن هذا اللقاء يشكل إحدى دعائم تنزيل استراتيجية الجيل الأخضر 2020-2030 التي أعطى صاحب الجلالة الملك محمد السادس انطلاقتها في فبراير 2020، مذكرا بأن برنامج إنشاء الأقطاب الفلاحية المندمجة يضم 7 مشاريع أقطاب في الأحواض الرئيسية للإنتاج الفلاحي بكل من مكناس وبركان وتادلة وسوس والحوز والغرب واللوكوس، وذلك بهدف توفير فضاء أمثل لاندماج مختلف سلاسل قيم الإنتاج الفلاحي.
وتابع أن هذه الأقطاب الفلاحية، المنجزة في إطار شراكة بين القطاعين العام والخاص، تتوخى أساسا تنظيم قطاع الصناعات الفلاحية في فضاءات مخصصة، والرفع من نسبة تثمين المواد الفلاحية، واندماج أفضل لمجموع سلاسل القيم في قطاع الصناعات الفلاحية، إضافة إلى تقوية تنافسية مقاولات الصناعات الغذائية، وتمكن من توفير إطار متميز للفاعلين الصناعيين الوطنيين والدوليين من خلال تسهيل الولوج إلى العقار بأسعار جذابة، إضافة إلى توفير خدمات للأشخاص والمقاولات وتظافر أفضل للوسائل، مبرزا أنه تم الانتهاء من أشغال تهيئة الأقطاب الفلاحية لمكناس وبركان وتادلة وسوس، وهي توجد حاليا في مرحلة التسويق لدى المستثمرين الخواص.
وأعلن عن أن نسبة تسويق هذه الأقطاب تبلغ من حيث المساحة 60 في المئة بالنسبة لقطب مكناس (97مشروع) و 80 في المئة بالنسبة لقطب بركان (40مشروع) و 37 في المئة بالنسبة لقطب تادلة (62 مشروع) و 90 في المئة بالنسبة لقطب سوس (89 مشروع). كما يبلغ عدد المشاريع المسوقة 288 مشروعا في ميادين التحويل والتوضيب والدعم واللوجيستيك.
على صعيد آخر، سجل الصديقي أن مشروع القطب الفلاحي باللوكوس، الذي سيقام على مساحة تصل إلى 150 هكتارا مقسمة على 102 هكتارا مخصصة للقطب الفلاحي و48 هكتارا كاحتياطي عقاري استراتيجي في حالة توسيع المشروع، يأتي استكمالا لهذه الأوراش، ويشكل فرصة كبيرة لتثمين وتحويل المنتوجات الفلاحية للجهة على الوجه الأمثل، كما سيمكن من خلق 12 ألف منصب للشغل برقم معاملات يناهز 4 ملايير درهم في السنة، ما سيساهم في رفع القيمة المضافة للمنتوجات الفلاحية بالجهة.
ونوه بأنه سيكون لهذا المشروع الهام نتائج إيجابية على ساكنة هذه المنطقة عموما، وتكريس قيم الانصاف والعدالة المجالية، وتنمية قطاع التشغيل وفي النهوض بأوضاع المنطقة، اقتصاديا واجتماعيا، والمساهمة في ازدهار التنمية الفلاحية على كافة المستويات، مسجلا أن التوقيع على الاتفاقية مع مختلف الشركاء سيمكن من إعطاء انطلاق أشغال تجهيز المشروع.
من جهته، أشاد والي جهة طنجة-تطوان-الحسيمة، محمد مهيدية، بالجهود المبذولة من قبل مختلف الشركاء لإنجاز هذا المشروع المهم، الذي سيعطي دون شك دفعة قوية للاستثمار في المجال الفلاحي، وخصوصا الصناعات الغذائية واللجوستيك والأنشطة المرتبطة بها، مشيرا إلى أنه تم عقد عدة لقاءات على مستوى إقليم العرائش ثم على مستوى الولاية من أجل تركيب مشروع متكامل وقابل للتنزيل.
بهذا الخصوص، أوضح الوالي أن الجهة شهدت دينامية حقيقية خلال السنوات الاخيرة عبر إطلاق العديد من المخططات التنموية في قطاع الفلاحة، والتي تأتي في سياق العناية الملكية السامية، التي ما فتئ صاحب الجلالة الملك محمد السادس يوليها لساكنة الجهة ولكل مكوناتها، معتبرا أن هذه الاتفاقية تأتي في هذا الإطار وهي تتويج لهذا الخيار الاستراتيجي وتعزيز للمسار التعاوني بين مختلف الشركاء، من خلال تنزيل مجموعة من المشاريع التي تستهدف تحقيق نمو وتنمية مستدامة للقطاع الفلاحي بالجهة.
وشدد مهيدية على أن هذا المشروع، الذي تبلغ كلفته الإجمالية 457 مليون درهم، سيساهم في إعطاء دفعة قوية لدعم الاستثمار والتشغيل بالجهة، عبر إحداث الآلاف من مناصب الشغل المباشرة وغير المباشرة، داعيا كافة الشركاء لمزيد من التعاون والعمل المشترك لإنجاح هذه المشاريع الواعدة في أقرب الآجال.
بدوره، ذكر عمر مورو، رئيس مجلس جهة طنجة-تطوان-الحسيمة، بأن المجلس صادق مؤخرا على الاتفاقيات والوثائق المتعلقة بتثمين وتهيئة القطب الفلاحي اللوكوس، معتبرا أن هذا المشروع سيمكن من تثمين السلاسل الفلاحية الرئيسية بالجهة، وتحويل وتسويق وتوزيع المواد الغذائية على المستويات الجهوية والوطنية والدولية، وتطوير الاستثمار في الصناعات الغذائية والتحويلية والخدمات، وخلق مناصب شغل مباشرة وغير مباشرة.
أما بالنسبة لعمر اليازغي، رئيس مجلس إدارة شركة “MedZ”، صاحب المشروع المنتدب، فإنجاز هذا القطب الفلاحي يروم ضمان اندماج أفضل لسلاسل الصناعات الغذائية، عبر توفير بنيات تحتية ملائمة تتوفر على كل شروط التنافسية، منوها بأن هذا المشروع يأتي ليعزز الشراكة الاستراتيجية بين MedZ وكافة الشركاء لتعزيز تواجدها الجهوي.