عبد الفتاح تخيم
أجمع المحللون والخبراء على أن خطاب 20 غشت 2021، شكل منعطفا حاسما في علاقات المغرب والدول الأوربية، فخطاب جلالة الملك بهذه المناسبة كان واضحا ومفهوما ورسم خارطة طريق لمستقبل العلاقات بين المغرب وجيرانه الأوربيين خاصة اسبانيا.
ففي هذا الخطاب قال جلالته: إن المغرب يتعرض على غرار بعض دول اتحاد المغرب العربي، لعملية عدوانية مقصودة. فأعداء الوحدة الترابية للمملكة، ينطلقون من مواقف جاهزة ومتجاوزة، ولا يريدون أن يبقى المغرب حرا، قويا ومؤثرا. وقليل من الدول، خاصة الأوروبية، التي تعد للأسف من الشركاء التقليديين، تخاف على مصالحها الاقتصادية، وعلى أسواقها ومراكز نفوذها، بالمنطقة المغاربية »
وأضاف: » أن بعض قياداتها، لم يستوعبوا بأن المشكل ليس في أنظمة بلدان المغرب الكبير، وإنما في أنظمتهم، التي تعيش على الماضي، ولا تستطيع أن تساير التطورات ..وقد أبانت الشهور الأخيرة، أن هذه الدول تعرف ضعفا كبيرا، في احترام مؤسسات الدولة، ومهامها التقليدية الأساسية »..
وكان جلالته صريحا في هذا الخطاب حيث أكد: أن الدول الأوربية » لا يريدون أن يفهموا، بأن قواعد التعامل تغيرت، وبأن دولنا قادرة على تدبير أمورها، واستثمار مواردها وطاقاتها، لصالح شعوبنا ».
وحسم جلالته كل شيء في هذا الخطاب قائلا: » المغرب تغير فعلا، ولكن ليس كما يريدون؛ لأنه لا يقبل أن يتم المس بمصالحه العليا. وفي نفس الوقت، يحرص على إقامة علاقات قوية، بناءة ومتوازنة، خاصة مع دول الجوار »..
وفي تعليقه على التطورات الجديدة عقب المكالمة الهاتفية التي أجراها جلالة الملك أمس مع رئيس الحكومة الاسبانية بيدرو سانشيز، قال المحلل السياسي محمد بودن، إن مضامين بلاغ الديوان الملكي تعكس إرادة مشتركة للعمل من أجل مستقبل العلاقات المغربية الاسبانية على أساس احترام المصالح الجوهرية والقضايا الرئيسية و على رأسها الوحدة الترابية.
وأشار بودن في تصريح لدوزيم إلى أن « الأسس التي حددها جلالة الملك محمد السادس في خطاب 20 غشت 2021 مكنت من حصول تراكم ايجابي ومثمر في مسيرة العلاقات بين البلدين ».
وأضاف: « ثمة توجيهات ملكية واضحة بخصوص تنشيط عملية الاتصال وتوسيعها و تبادل الزيارات بين وفود البلدين وتحويل التوافق الهام إلى خارطة طريق و أعمال منتظمة في إطار شراكة متعددة الأبعاد ».
مشيرا إلى أن الدعوة التي وجهها جلالة الملك لرئيس الحكومة الإسبانية للقيام بزيارة المغرب في الأيام القليلة القادمة « تمثل مناسبة في منتهى الأهمية لاغتنام فرص المرحلة الجديدة للعمل و التشاور بين البلدين ».
وأشار بودن إلى أن « الواقع الجديد للعلاقات المغربية الاسبانية أصبح موسوما بالأهمية الأستراتيجية التي يمثلها البلدان لبعضهما و قد برز هذا بجلاء في دفاع رئيس الحكومةَ الاسبانية عن خياره الواقعي بخصوص وجاهة مبادرة الحكم الذاتي أمام البرلمان الإسباني ».
وكان بلاغ للديوان الملكي قال أمس الخميس إن صاحب الجلالة الملك محمد السادس أجرى محادثات هاتفية مع رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز. وخلال هذه المحادثات، جدد جلالة الملك التعبير عن تقديره الكبير لمضمون الرسالة التي وجهها إليه، في 14 مارس، رئيس الحكومة الإسبانية.
هذا ووجه جلالة الملك دعوة لسانشيز للقيام بزيارة للمغرب في الأيام القليلة القادمة.