[success]المواطن 24-متابعة[/success]
مع كل مناسبة يحتدم فيها الجدل بالمدينة حول قضية من قضايا الشأن العام بمختلف تشعباته، كما هو الشأن مؤخرا بخصوص عملية تفويت هكتارات شاسعة من الملك العمومي الجماعي لشركة خاصة من طرف مجلس جماعة مكناس، يطفو إلى السطح سؤال النخب ودورها في تأطير وتوجيه النقاش العمومي والرفع من جودته وجديته وفعاليته والتصدي لترامي الجهالات على واجهته وتحويرها لوجهته وعبثها بجوهره ونبل أهدافه .
ذات زمن جميل مثل شعار “لكل معركة جماهيرية صداها في الجامعة” تكثيفا لذلك الارتباط الوثيق بين فضاءات الفعل والتفاعل من مختلف المواقع ، أما اليوم فصارت كل معركة حبيسة جزيرتها المحاطة ببحر التشكيك والتسفيه أو التنويه المحتشم في أحسن الأحوال، وصارت بدون صدى لا جامعي ولا إبداعي ولا إعلامي ، ساد الفقر المعرفي والتصحر النضالي وباتت المدينة وليمة على مأدبة لئام السياسة وخدام المال وصناع التعاسة.
لنتطلع قليلا لمن يتصدر المشهد السياسي والمدني والاجتماعي والإعلامي والرياضي بالمدينة، هل قدر أبناء مكناس اليوم أن يعيشوا بين مطرقة أعيان معينين وشناقة انتخابات فاسدين ومن يدور في فلكهم من المسبحين ؟ فأغلب النخب المحلية إما رجلها بمكناس وعقلها بالرباط أو أنها منزوية لفضاءاتها الخاصة المهنية عازلة نفسها أو معزولة عما يعتمل الفضاء العام المكناسي من مشاكل وتحديات ورهانات المفروض أن تكون في مقدمة من يتصدى لها بالبحث والتقييم والتقويم وتقديم الحلول العلمية والعملية والإجابات الموضوعية التي تخدم الصالح العام بعيدا عن اصطفافات المصطفين وتجار السياسة والدين. حتى النقاش حول تجديد النخب المحلية لايكاد يظهر مع كل مناسبة انتخابية إلا ليعود ويختفي، لأنه يتم حصره عادة في الزاوية الانتخابية التمثيلية وفقط وهي ، وإن كانت مهمة، إلا أنه لايمكن تصورها بمعزل عن سياق اجتماعي وثقافي عام مفرز لها، ماعدا إذا كان الطموح هو تغيير الوجوه وليس تغيير السياسات، فكما أن الخير ينبت فالشر يورث ولمواجهته والحد منه يلزم القضاء على عوامل تخصيبه وولادته .