شاريز المهدي
بعدما شهدته بعض الصفحات على موقع التواصل “فيسبوك”، صباح اليوم 20 يونيو الجاري، من نشر أوراق الامتحان الوطني للبكالوريا بالنسبة للشعب العلمية والتقنية بالمغرب، الخاصة بمادة الفيزياء، أكدت وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة أن الأمر لا يتعلق بـ”تسريب” كما رُوّج له، لأن ذلك “لم يحصل قبل دخول المترشحين إلى مراكز وقاعات اجتياز الامتحان”، مضيفة أنه عملياً لا يمكن أن يكون هناك “شرطي لكل تلميذ” لمراقبة جميع المترشحين الذين يقومون بإدخال بعض الأجهزة الإلكترونية الدقيقة ومعدات متطوّرة معهم، في غفلة من الجميع، وهو ما تعذّر معه ضبط هذه الحالات التي تبقى “معزولة ومنفردة”.
وأوضحت الوزارة الوصية، على لسان مصدر مسؤول تحدّث في تصريح لهسبريس، أن الوزارة تتابع تطورات الموضوع عن كثب، عبر “خلية مراقبة وتتبُّع على الصعيد المركزي، كما على مستوى أقاليم المملكة، لتعقُّب أصحاب الصفحات الفايسبوكية الذين يعمَدون إلى نشر الامتحانات أو أجوبتها”، مشدداً في نبرة مُطمْئنة على أن “الأمر لن يمُرّ دون عواقب أو متابعات؛ لأنه بات يُشبه مافيات تُتاجر بمنطق البيع والشراء في مجهودات عام بأكمله وتحصيل التلاميذ”.
ولفت مصدر جريدة هسبريس الإلكترونية إلى أن الوزارة الوصية تجدد التأكيد على تكريس “مبدأ تكافؤ الفرص بين جميع المترشحين”، من خلال توفير الدعم التربوي وحصص مراجعة قبل الامتحانات، مع الدعوة إلى “ثقافة الاستحقاق والتميّز وتشجيعها”.
ودعا المصدر ذاته إلى استيقاظ “حس المواطنة لدى جميع المتدخلين في العملية التربوية، من أسَر ومدرسة ووزارة”، وهو ما تعتبره الوزارة “يتطلب عملا جماعياً وجهودا مشتركة، لاسيما من طرف الآباء والأمهات وأولياء التلاميذ الذين من واجبهم توجيه وإرشاد وتحسيس أبنائهم بدَل تشجيعهم على اقتناء معدات للغش والاتجار بذلك”.
وخلص المصدر، ضمن حديثه مع هسبريس، إلى أن المراقبة ستظل مستمرة طيلة فترة الامتحانات، عبر اللجان المخوّل لها ذلك، منادياً برفع درجة “اليقظة والتتبع” لزجر هذه الممارسات التي تدخل في خانة الغش المعاقَب عليه قانونيا.
وحسب ما عاينته هسبريس فإنه بعد ساعة من انطلاق الامتحان هذا الصباح، نشرت العديد من الصفحات على “فيسبوك” أجوبة له، في حين طالب البعض بنشر “أجوبة مستعجلة”، في ظاهرةٍ ومشهد أصبح يتكرر كل عام.
يشار إلى أنه ابتداء من اليوم الإثنين، 20 يونيو، سيجتاز مرشحو القطب العلمي والتقني والمهني الامتحان الوطني الموحد للباكالوريا، على مدى ثلاثة أيام إلى حدود 22 يونيو؛ فيما من المتوقع أن يخضع مرشحو قطب الآداب والتعليم الأصيل للامتحان يومي 23 و24 يونيو الجاري.
وأجرت السلطات الأمنية على امتداد الأسبوعيْن الماضيين حملات مكثفة ومتوالية في الزمان بمدن مختلفة، أسفرت عن تفكيك عدد من شبكات ترويج معدات الغش وأجهزة إلكترونية متطورة تستخدم للغرض ذاته، لتتم إحالة المعنيين على المتابعة القضائية أمام النيابات العامة المختصة.