كباسي سناء
أنّ الفلاسفة يثيرون الغبار (بأسئلتهم) ثم يشتكون صعوبة الرؤية
بهذه المقولة لبيركلي يستفتح جوليان باغيني كتابه !
كتاب حيلة الأنا – في علم النفس !
جوليان باغيني
في هذا الكتاب يبحث “باغيني” في مفهوم “الذات”. يسأل عن معنى أن يبقى الإنسان ذاته رغم ما يشعر به من تغيرات وتطورات في شخصيته. ماذا الذي يبقى وما الذي يتغيّر؟ إنه سؤال الثابت والمتحوّل في هوية الإنسان وذاته. الكتاب نقاش فلسفي غني ومثير، ما بين سؤال ومحاولات إجابة، بأسلوب بسيط، واستطرادات فكرية وأمثلة من الحياة والواقع.
ومن تصورات شديدة البساطة، مثل فكرة أنّ الذات هي وحدة تكمن في الجسد أو العقل أو الذاكرة، إلى تصورات تقوم على ذات متعددة تُنشأ إنشاءً، وتعيش في حكاية نرويها وثقافة ومجتمع ننتمي إليه. وانتهاءً إلى ذات مخادعة تحتال لتجعلنا نوقن بوحدتها واستمراريتها، وتواري عنا حقيقة أنها حزمة متداخلة مخاتلة. ويرفض الكاتب “المادي” فكرة الروح والإجابات التي ترى في الذات وهمًا مطلقاً. إنها باختصار…”حيلة الأنا”!
والكتاب مثال-أيضاً- على ما يقتبسه الكاتب من “راسل” الذي قال أنّ: (الهدف من الفلسفة هو البدء بشيء شديد البساطة، لدرجة تجعله يبدو غير جدير بالذكر، والانتهاء بشيء شديد المفارقة، بما يجعله غير قابل للتصديق).
كتاب يستحقّ القراءة والنقاش.