[success]المواطن 24/نادية فضيل[/success]
أعرب عالم السياسة الأمريكي، روبرت ساتلوف، وهو مرجع في مجال سياسات العالم العربي والإسلامي وسياسات الولايات المتحدة بالشرق الأوسط، عن رفضه القاطع لمسعى السيناتور الجمهوري والمدافع المتحمس عن (البوليساريو)، جيم إينهوف، الذي يحث الرئيس الأمريكي جو بايدن الى التراجع عن الاعتراف بمغربية الصحراء.
وقال ساتلوف، وهو المدير التنفيذي لمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، في تغريدة على (تويتر) معلقا على مسعى إنهوف “أعتقد أن هذه هي المقاربة الخاطئة لموضوع قضية الصحراء المغربية”.
وشدد الخبير السياسي على أنه “لا يوجد تناقض بين الاعتراف بسيادة المغرب ودعم وساطة الأمم المتحدة للتوصل إلى حل متفاوض بشأنه” لهذا النزاع الإقليمي، خلافا لمزاعم السناتور الذي نصب نفسه، على مدى سنوات، ناطقا بلسان الجزائر والانفصاليين.
وأضاف الخبير البارز أنه “علاوة على ذلك، يتعين على أعضاء مجلس الشيوخ الذين انتقدوا تخلي ترامب عن التزام سلفه بالاتفاق النووي مع إيران أن يفكروا مليا قبل أن يحثوا جو بايدن على التخلي عن التزام سلفه بالاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء”.
وذكر روبرت ساتلوف في هذا الصدد بخلاصات التقرير الذي نشره مؤخرا، مع سارة فوير، والذي أكد فيه معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى المرموق أنه من أجل التعجيل بتسوية نزاع الصحراء، فإن إدارة بايدن مدعوة إلى تجديد التأكيد في الوقت نفسه على دعم سيادة المغرب وعملية الوساطة تحت رعاية الأمم المتحدة.
وفي هذا التقرير الذي صدر تحت عنوان “اغتنام الفرص وتعزيز التحالفات في شمال وغرب إفريقيا”، أكد معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى أنه “لا يوجد أي تناقض” بين الاعتراف بمغربية الصحراء ودعم وساطة الأمم المتحدة، مضيفا أن على واشنطن أن تحث الأمين العام للأمم المتحدة على تعيين مبعوث جديد مع الدعوة إلى استمرار انتشار بعثة المينورسو “لصون سلام هش في المنطقة”.
وعلى المستوى الإقليمي، يرى معهد الأبحاث الأمريكي أنه ينبغي على إدارة بايدن أن “تشجع وتستفيد من الحضور المغربي في إفريقيا”، مبرزا أن “صاحب الجلالة الملك محمد السادس بذل جهودا كبيرة خلال العشرين عاما الماضية لتعزيز الحضور الدبلوماسي والمالي والأمني للمغرب في جميع أنحاء غرب أفريقيا وجنوب الصحراء الكبرى”.
وأكد أنه “نظرا لأن إفريقيا ، ومنطقة الساحل ،على وجه الخصوص ، أصبحت بشكل متزايد بؤرة للنشاط الإرهابي فضلا عن كونها منطقة يتنامي فيها الحضور الروسي والصيني، فإن قدرة المغرب على بسط تأثيره باعتباره قوة لتحقيق الاستقرار ستخدم بشكل كبير المصالح الإقليمية للولايات المتحدة في القادم من السنوات”.
وبعدما ذكر بالشراكة الاستراتيجية القوية ومتعددة الأشكال مع الرباط، خلص التقرير إلى أنه ينبغي على واشنطن ،بالتالي، أن ترحب بحضور المملكة عبر القارة وأن تخصص دعمها، لا سيما في المجالات الأمنية والاقتصادية، مع الأخذ بعين الاعتبار “الطريقة التي يمكن بها لهذا الدعم أن يعزز قدرة المغرب على خدمة الاستقرار الإقليمي”.