المواطن24
يعتبر المتحف الجيولوجي “جيوبارك مكون” موقعا ثقافيا هاما بمدينة أزيلال، يحكي تاريخ البشرية من الانفجار العظيم وحتى عصر الديناصورات مرورا بالتكوين الجيولوجي للأرض. ويعد هذا المتحف الذي تم تصميمه وفق هندسة معمارية حديثة وذات رمزية غنية مستوحاة من الثقافة المغربية الأصيلة، واجهة لإبراز التراث الطبيعي والجيولوجي والأثري والثقافي وكذا المناظر الطبيعية التي يتميز بها المجال الترابي لجيوبارك مكون.
ويغطي المتحف مساحة تزيد عن 5700 كيلومتر مربع، ويضم العديد من المواقع الجغرافية ذات الأهمية الاستثنائية، فضلا عن فضاءات ذات قيمة بيئية وأثرية وتاريخية وثقافية كبيرة.
كما يضم المتحف العديد من فضاءات العرض المخصصة بشكل خاص لعلوم الأرض، وتبلغ مساحتها حوالي 1720 متر مربع، فضلا عن سبعة أقطاب مكرسة بشكل خاص للنظام الشمسي وأصل الكون والتطور التكتوني والجيولوجي الذي أدى إلى تكوين جبال الأطلس. ويتضمن كذلك معرضا ضخما مخصصا حصريا لتاريخ العصر الجوراسي، حيث يعرض الهيكل العظمي للديناصور العملاق “أطلسوريس” الذي يبلغ طوله 17 مترا، والذي تم اكتشافه في أراضي جيوبارك مكون، وعينات أخرى من الديناصورات البحرية مثل موزاصور وزاحفة الزرافة.
ويتيح المتحف أيضا مشاهدة مجموعة مهمة وغنية من المعادن والصخور والحفريات، مصدرها العديد من المواقع الأثرية الموجودة في المنتزه الجيولوجي جيوبارك مكون، والواقعة وسط سلسلة الأطلس الكبير المركزي بين بني ملال شمالا وإغيل مكون جنوبا.
ويتوفر المتحف على مختبر ومساحة مجهزة بنظام الواقع الافتراضي (VR)، بالإضافة إلى غرفة سينما 3D، ويعد مركزا للبحث العلمي حول الموضوعات التي تهم المنتزه الجيولوجي جيوبارك مكون، بالإضافة إلى منصة لتثقيف وتوعية الشباب وعامة الناس بأهمية التراث الجيولوجي والآثار وعلم الحفريات والهندسة المعمارية الاستثنائية لهذه المنطقة وسط المغرب.
وقد شكل هذا الفضاء المتحفي الجميل في أزيلال موضوع اتفاقية شراكة تم إبرامها الأسبوع الماضي بين مجلس جهة بني ملال-خنيفرة والمؤسسة الوطنية للمتاحف، تتولى بموجبها المؤسسة إدارة متحف مكون جيوبارك وتتعهد بحماية أعماله وإثراء مجموعته وتراثه الجيولوجي والأثري وضمان الترويج له على الصعيدين الوطني والدولي. وتهدف هذه الاتفاقية إلى الاستفادة من تجربة المؤسسة وخبراتها لجعل هذا المتحف قاطرة للتنمية السياحية وخلق دينامية اقتصادية داخل المجال الترابي لمتحف جيوبارك مكون على وجه الخصوص وفي إقليم أزيلال وجهة بني ملال-خنيفرة عموما.
وبهذه المناسبة، أعرب رئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف، السيد مهدي قطبي، عن سعادته البالغة باكتشاف هذا المتحف الرائع الذي يؤرخ لتاريخ البشرية، مشيرا إلى أن هذا الفضاء المتحفي الفريد يعد مفخرة وطنية تعكس صورة جميلة للمغرب، مهد الحضارات. وأكد السيد قطبي، بهذه المناسبة، الالتزام الراسخ للمؤسسة الوطنية للمتاحف بمواكبة ودعم متحف جيوبارك مكون بهدف إعطائه إشعاعا على المستويين الوطني والدولي. يعد متحف المنتزه الجيولوجي جيوبارك مكون في أزيلال جوهرة حقيقية تعزز الشبكة الوطنية للمتاحف. ويقدم هذا الفضاء لزواره رحلة عبر الزمن والجغرافيا وتاريخ البشرية، بالإضافة إلى فرصة للانغماس في عالم النباتات والحيوانات في المنتزه الجيولوجي “جيوبارك مكون”.