زايد خابش
نقص في الأساتذة شكل ارتباكا كبيرا في نفوس الآباء والتلاميذ، وحيرة لمآل الدروس والتي لم تبدأ، وذلك منذ بداية السنة الدراسية الى حدود يوم السبت 1 اكتوبر 2022، ليظل 50 تلميذا ذكورا وإناثا، محرومين من متابعة دراستهم، حتى وإن كانوا يلجون الفصل الدراسي المخصص لهم ويغادروه كما دخلوه بكل بساطة، لأن النيابة التابعة لها مدرستهم لم تكلف نفسها عناء لتعين اساتذة، ويبقى التلاميذ بدون أستاذ يشرف على تعليمهم وتلقينهم المواد المقررة لهم، بذريع النقص الذي تعانيه النيابة في الموارد البشرية.
هي ذي حالة تلاميذ فرعية اوْلوو، التابعة لمجموعة مدارس تمشاط دوار أيت إسحاق جماعة فم العنصر بإقليم بني ملال والبالغ عددهم 50 تلميذا، من مستوى الأولى إلى السادسة إشهادي ، الذين التحقوا بمدرسة تحمل اسم مدرسة اوْلوو، التابعة لنيابة وزارة التربية الوطنية باقليم بني ملال، الاستغراب هنا أن هذه المؤسسة المشيدة حديثا، تقع في منطقة نائية وسط جبال الاطلس المتوسط تابعة لمجموعة مدارس تمشاط. واحد من الآباء الذين اكتووا بنيران الأسئلة الحارقة لابنته، التي تحرجه بأسئلة يقف عاجزا عن إيجاد جواب شاف عليها، فما تطأ قدماه عتبة البيت، حتى يجد ابنته في انتظاره تسأله: “بابا واش ما غاديش نقرا هاد العام”، لتأخذه الحسرة على سنة دراسة مهددة بالضياع من عمر ابنته، إضافة إلى 49 تلاميذا من زملائها الذين رمتهم الأقدار بمؤسسة تعليمية لم توفر لهم من يدرسهم، ليظلوا لمدة أزيد من شهر بدون أستاذ يشرف على تعليمهم.
ولم يقف آباء وأولياء تلاميذ المدرسة المذكورة، مكتوفي الأيدي حسب قولهم، وإنما طرقوا أبواب الإدارة التي رفع مديرها الراية البيضاء في وجوههم، معلنا عدم قدرته على الاستجابة لتلبية طلبهم، رغم المراسلات التي بعث بها إلى نيابة وزارة التربية الوطنية باقليم بني ملال التي صارت الكرة في مرماها.
ورغم تعدد زيارات الآباء إلى النيابة، فإن المشكل مازال قائما ليظل 50 تلميذا محرومين من متابعة دراستهم لمدة فاقت الشهر، دون أن يظهر لهم أي أمل في الأفق يبشرهم بقرب إيجاد مخرج لنيل حقهم الدستوري في التعليم.