وليد كاليش
تُعد مداخل المدن في جميع أنحاء العالم الواجهة الحضارية لكل مدينة حيث أنها تُعبر عن تاريخها وماضيها ، فالدول المتطورة تعمل على أن تكون مداخل مدنها بأبهى صورة وترتدي أجمل حلة من خلال النظافة والتنظيم ، لذا يطلقون على المداخل عنوان المدن النموذجية فالإهتمام والتخطيط الجيد لمداخل المدن شيء أساسي من برامج التطوير والتنمية بحيث يشمل التخطيط استخدامات الأراضي في مداخل المدن فالجماعات المنتخبة وكما هو متعارف عليه تحرص على الإرتقاء بمداخل المدن وتعمل على تطويرها لأنها أول ما تقع عليه عين السائح والزائر وعلى ضوئها يرسم الانطباع الأولي عن المدينة.
ولكن للأسف فهذا الأمر لا يحدث في مدينة الشهداء وادي زم فالداخل إليها لا يشعر أصلا بدخولها حيث تستقبل زوارها بكثير من الملوثات البيئية والبصرية على مداخلها المختلفة وخصوصاً القادم لها من طريق الرباط او طريق أبي الجعد حيث يصطدم بالبناء العشوائي ومنازل متهالكة وطرق مهترئة وكأنك تمر من مدينة دمرتها الحرب.
هذا الوضع الغير حضاري يجب الإلتفات إليه بسرعة وفاعلية لتغيره فالداخل لوادي زم أو الخارج منها يلمس إهمالاً وعشوائية يصطدم بتشوه بصري مرير فالواقع البيئي في المدينة يتدهور يوماً بعد يوم ومداخلها في حالة يُرثى لها من الفوضى والإهمال ؟
فالمناظر مُنفرة ومؤذية لا يمكن بل من المستحيل أن يتخيلها أحد ؟ فما تتعرض له الشهيدة يُعد انتهاكاً للطبيعة وتجاوزاً على جماليات ورونق ونظارة بيئتها يجعل من السائح والزائر يتحسر وهو يدخلها. فالوضع غير الحضاري لمداخل المدينة بشكل عام يشوبه العشوائية وعدم التنظيم فلا بد من الإلتفات إليه بسرعة لتغيره بمشاركة كافة الجهات ولا بد أن تكون هناك موازنة خاصة لتحسين مداخلها وصيانتها وتجديدها مع وجود فريق عمل دائم لذلك ، فبوابات ومداخل المدن باتت مطلباً مُلحاً في ظل التوجه لتنشيط السياحة. فالأمل منشود والحلم منتظر يراود الجميع.