سناء كباسي
ترأس والي جهة بني ملال خنيفرة، السيد خطيب الهبيل، مساء اليوم الأربعاء 29 نونبر الجاري، بمقر الولاية، حفل اختتام النسخة الأولى من الأوديسا الجهوية لريادة الأعمال بجهة بني ملال-خنيفرة، وذلك بحضور نائبة رئيس الجهة ومدير الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية بالمغرب (USAID – Maroc)، ورئيس وعمداء الكليات والمدارس العليا بجامعة السلطان مولاي سليمان، والمدير الجهوي ومديرو مركبات التكوين لمكتب التكوين المهني وانعاش الشغل بالجهة، ورؤساء الغرف المهنية، رؤساء المصالح اللاممركزة، ومديرو الأبناك، والطلبة والمتدربين حاملي المشاريع المتوجين.
وتروم هذه المسابقة الجهوية، التي يتم تنظيمها بشراكة بين المركز الجهوي للاستثمار وجامعة السلطان مولاي سليمان والمديرية الجهوية لمكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل و”مشروع التنمية الاجتماعية والاقتصادية الدامجة بالجهة (BMK-ISED)” الممول من طرف الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID)، إلى التحسيس بالروح المقاولاتية لفائدة 44.000 طالب بالجامعة، و25.000 متدرب بمكتب التكوين المهني لجهة بني ملال – خنيفرة، عن طريق تصفيات تمهيدية تم تنظيمها داخل أقطاب المؤسسات الجامعية ومؤسسات التكوين المهني، مكنت من تأهل 30 فريقا إلى النهائيات الجهوية التي تم تنظيمها بين المؤسسات، بعد استفادة المؤهلين من معسكر تدريبي، تم تنظيمه خلال شهر ستنبر 2022.
وخلال مختلف أطوار هذه المسابقة، استفاد حوالي 250 فريقا وأزيد من 500 مشارك، من 90 دورة تكوينية لتطوير كفاءاتهم في ريادة الأعمال وقدراتهم لإنشاء وتسيير مشاريعهم الخاصة. وفي هذا الإطار، سهر المنظمون على تعبئة أكثر من 60 مكون ومستشار بالبرنامج الجهوي المندمج للمواكبة إزدهار (المركز الجهوي للاستثمار، جامعة السلطان مولاي سليمان، مكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل، الوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات، الغرف المهنية، الاتحاد العام لمقاولات المغرب، المبادرة الوطنية للتنمية البشرية والأبناك) بالإضافة إلى مشروع التنمية الاقتصادية والاجتماعية الدامجة بالجهة ومجموعة من الشركاء المتدخلين في التشجيع على ريادة الأعمال، وذلك من أجل ضمان تدريب حاملي المشاريع المبتكرة ومواكبتهم من أجل المرور من مرحلة الفكرة إلى إنشاء المقاولة.
وفي كلمته بالمناسبة، أشاد والي الجهة بالجهود المبذولة من طرف كافة الشركاء والمتدخلين لإنجاح النسخة الأولى من الأوديسا الجهوية لريادة الأعمال، مشيرا أن هذه المسابقة مكنت أزيد من 500 طالب ومتدرب تابعين لمؤسسات جامعة السلطان مولاي سليمان والتكوين المهني بالجهة، من التنافس لإبراز مؤهلاتهم وحسهم المقاولاتي والاستفادة من تكوينات ستفتح أمامهم آفاقا جديدة لتطوير كفاءاتهم في ريادة الأعمال وقدراتهم لإنشاء وتسيير مشاريعهم الخاصة.
كما استعرض مجموعة من المبادرات التي يتم تنفيذها على مستوى جهة بني ملال خنيفرة من أجل دعم حاملي المشاريع والمقاولات الصغيرة جدا والصغرى والمتوسطة، مشددا على تعبئة جميع الفاعلين بالجهة من أجل مضاعفة وتكثيف الجهود لتشجيع روح المقاولة وضمان مواكبة شاملة لفائدة حاملي المشاريع. مضيفا في هذا الصدد، أن الأوديسا الجهوية لريادة الأعمال جاءت لمواكبة المؤسسات الجامعية والتكوين المهني بالجهة، في ترسيخ الحس المقاولاتي لدى الطلبة والمتدربين وتأهيليهم ليكونوا قادرين على الابتكار واتخاذ زمام المبادرة ورفع تحدي ريادة الأعمال.
ومن جهتها، أشادت نائبة رئيس جهة بني ملال خنيفرة بجهود تنظيم هذه الدورة الأولى من الأوديسا الجهوية لريادة الأعمال التي ستمكن من تقوية الحس المقاولاتي لدى الطلبة والمتدربين بمؤسسات جامعة السلطان مولاي سليمان والتكوين المهني بالجهة، مؤكدة على أن مجلس الجهة مستعد لتقديم كل أوجه الدعم لإنجاح تنظيم النسخ المقبلة من هذه المنافسات الجهوية.
ومن جانبه، أعرب مدير الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية بالمغرب (USAID) عن سعادته بتواجده بجهة بني ملال خنيفرة، مشيدا بالدينامية التنموية التي تعرفها هذه الجهة التي تربطها علاقات قوية بالوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، خاصة من خلال برنامج التنمية الاجتماعية والاقتصادية الدامجة بجهة بني ملال خنيفرة، الممول من طرف هذه الوكالة، مشيرا إلى أن هذا البرنامج يتماشى ومبادئ النموذج التنموي الجديد الذي يعترف بالدور الريادي للشباب ويولي أهمية بالغة للتنمية المستدامة.
وبدوره، ذكر رئيس جامعة السلطان مولاي سليمان بالمجهودات المبذولة على مستوى مختلف أقطاب مؤسسات الجامعة، لتحقيق الأهداف المسطرة من تنظيم النسخة الأولى من الأوديسا الجهوية لريادة الأعمال، مشيرا الى أن هذه التظاهرة خلقت دينامية مقاولاتية على مستوى البيئة الطلابية بمختلف المؤسسات الجامعية بالجهة، وساهمت في حث الطلاب على وضع وانتقاء أفكار مشاريع مبتكرة وتقييمها ودراستها.
وبالمناسبة، ذكر المدير الجهوي لمكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل بجهة بني ملال خنيفرة بالدينامية التي خلقتها مختلف مراحل المنافسة على مستوى مؤسسات التكوين المهني، من الإقصائيات التمهيدية إلى المنافسات النهائية الجهوية، مشيدا بالانخراط الفعلي لجميع المتدخلين، خلال جميع مراحل المسابقة، الذي مكن من دعم البرنامج الجديد للإبتكار المقاولاتي ووطد الروح المقاولاتية لدى متدربي مكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل.
وخلال المنافسة، سلمت الجوائز للفائزين بالمسابقة والتي تم تمويلها من طرف القرض الفلاحي للمغرب والتجاري وفا بنك، بالإضافة إلى الإعلان عن المشاريع المنتقاة للاستفادة من تمويل مشروع التنمية الاقتصادية والاجتماعية الدامجة (الممول من طرف الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية)، الذي رصد ميزانية تفوق مليوني درهم لفائدة المشاريع المشاركة بمختلف نسخ “الأوديسا” الجهوية لريادة الأعمال والقابلة للتنفيذ بالجهة.
وعلى هامش الحفل، تم توقيع العديد من اتفاقيات الشراكة والتعاون، بما في ذلك الاتفاقية المبرمة بين المركز الجهوي للاستثمار بجهة بني ملال خنيفرة وبنك أفريقيا (مجموعة البنك المغربي للتجارة الخارجية) التي تهدف إلى تعزيز التعاون والشراكة بين الطرفين في ميادين الاستشارة والدعم لإنشاء المشاريع، وأيضا القيام بالدراسات وتبادل الخبرات في مجال الذكاء الاقتصادي، بالإضافة إلى تنظيم التظاهرات واللقاءات والملتقيات، وخلق أندية خاصة بريادة الأعمال وبالمشاريع الصغرى والمتوسطة. كما عرف الحفل توقيع اتفاقيات شراكة أخرى تسعى إلى استدامة وتطوير منافسة “الأوديسا” الجهوية لريادة الأعمال بين المركز الجهوي للاستثمار، القرض الفلاحي للمغرب والتجاري وفا بنك.
يشار إلى أن هذه المنافسات تم إعطاء انطلاقتها يوم 30 مارس 2022، بهدف المساهمة في تكوين جيل جديد من متخرجي الجامعة والتكوين المهني بجهة بني ملال خنيفرة، قادر على أخد زمام المبادرة والمساهمة الفعلية في مجهودات التنمية الاقتصادية والإجتماعية للمملكة، تماشيا مع التوجيهات الملكية السامية الداعية إلى تكثيف ومضاعفة جهود جميع المتدخلين من أجل تشجيع المبادرة الخاصة ودعم المقاولين والمقاولات الصغيرة والمتوسطة.