مريم بوفنان
مع كل إنجاز يحققه “أسود الأطلس” في كأس العالم فيفا قطر 2022 ، تتناقل مواقع التواصل الاجتماعي والقنوات العالمية لقطات تبرز حجم التشجيع والتآزر الرسمي والشعبي القطري مع ما يحققه الاسود فوق أراضي الملاعب القطرية.
وهكذا وعقب المباراة التي حسم فيها المنتخب الوطني المغربي التأهل لنصف نهاية كأس العالم على حساب البرتغال أجرى أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني مكالمة هاتفية مع صاحب الجلالة الملك محمد السادس، أعرب فيها عن أحر تهانئه لجلالة الملك إثر هذا الإنجاز التاريخي الذي أصبح المغرب بفضله أول بلد إفريقي وعربي يبلغ هذه المرحلة من بطولة كأس العالم لكرة القدم.
وفضلا عن ذلك ، فإن أمير قطر يحرص رفقة عائلته الكريمة على حضور مباريات المغرب رافعين العلم الوطني في تصرف نبيل يجسد دعمهم ومساندتهم للمنتخب الوطني في هذا المحفل الكروي العالمي الاستثنائي الذي ينظم لأول مرة فوق ارض عربية.
وتظهر اللقطات المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي والقنوات كيف يتفاعل أمير قطر ومعه عائلته برمتها ، منذ أول مباراة للمنتخب المغربي، مع تفاصيل كل اللقاءات بحيث ينخرطون طيلة دقائق المباريات في تشجيع المنتخب ،حامل مشعل العرب وإفريقيا، بكل حرارة وبفرحة عارمة تجسد التضامن والتآزر العربي في أسمى تجلياته.
وإلى جانب هذا الدعم الأميري المعبر عنه من قلب الملاعب، فإن السلطات القطرية تقدم من جانبها دعما كاملا لمقام المنتخب المغربي بالدوحة الى جانب اتخاذها لإجراءات بغية تسهيل عملية وصول الجماهير المغربية الى قطر لمساندة الأسود.
وتكميلا لهذا الدعم الموصول، تنتظم مبادرات شعبية للاحتفال بهذه الإنجازات وللتعبير عن دعم لامشروط للنخبة الوطنية ممثلة في المجالس القطرية التي تبقى واحدة من المبادرات الفردية والشعبية غير المؤطرة من جهة رسمية التي تحتفي بضيوف المونديال.
وتمثل المجالس في دولة قطر والخليج بشكل عام جسرا للتواصل والحوار، وبناء العلاقات الاجتماعية وتوارث القيم والتقاليد الأصيلة، بل يراها البعض بمثابة مدارس قائمة على مدار العام، ينهل منها الصغار ما يفيدهم، بالإضافة إلى إلقاء الشعر ورواية القصص والحكايات القديمة المرتبطة بالتراث القطري.
وعلى الرغم من أن المجالس تبقى مفتوحة في وجه جميع جماهير الدول المشاركة في المونديال ، فإنه مع الإنجازات المتواصلة للفريق الوطني المغربي تحولت الى فضاء للاحتفال بأسود الأطلس ، حيث نظمت مجالس دعي اليها لاعبون مغاربة قدامى وصحافيون مغاربة فضلا عن بعض الفعاليات المغربية الحاضرة بالدوحة بمناسبة المونديال الى جانب بعض المقيمين بقطر.
ففي بنايات صممت لهذا الغرض والتي تزين بالأعلام الوطنية للدول المشاركة وتنصب بداخلها شاشة عملاقة لمتابعة المباريات ، يتم الاحتفاء بالحضور بما هو معهود على القطريين من كرم الضيافة والترحاب . وتتحول هذه المجالس التي تكررت طيلة شهر المونديال الى فضاء للتعارف ولتعريف الحضور بالعادات والتقاليد القطرية.
ويتجسد الدعم القطري أيضا، في طريقة الاحتفال عقب كل مباراة سواء بالكورنيش أو بسوق واقف أو من خلال تزيين السيارات الفارهة بالاعلام الوطنية التي تكسو أيضا أبراج الدوحة دعما للمنتخب الوطني .
ولقد كان هذا الدعم القطري الكبير على المستوى الرسمي والجماهيري، محل تقدير رسمي ولدى اللاعبين المغاربة عقب انتهاء المباراة التي حسم فيها الأسود التأهل لنصف النهاية ، عندما رفعوا العلمين القطري والمغربي معا.
وتفاعلا مع حجم هذا الدعم ، فقد كان الأسود ، ممثلو العرب وإفريقيا في التظاهرة ، في المستوى مصممين على أن يواصلوا المسار بمونديال قطر بطريقة رائعة زرعت الفرحة في النفوس ،من المحيط الى الخليج وبالعمق الافريقي ، وكأنهم يقولون للعالم هذه تظاهرتنا ولا يليق بنا الانصراف قبل ضيوفنا .