[success]المواطن 24/و.م.ع[/success]
الرباط – على الرغم من خطورة فيروس كورونا وسرعته في الانتشار ، إلا أنه اصطدم بجدار صد متين ، عماده الطاقم الطبي العسكري والشبه- عسكري الذي وقف سدا منيعا أمام تفشي الفيروس . وفي خضم هذه المعركة الحامية، بصمت الطبيبة الدركية على مشاهد رائعة من التفاني والبذل غير المشروطين.
ومنذ اللحظات الأولى لمواجهة تفشي الجائحة، تعبأت الطبيبات الدركيات، على غرار زميلاتهن وزملائهن في كافة القطاعات، في وقت قياسي وبانضباط قل نظيره، فأسهمن في تجهيز البنيات التحتية الصحية الضرورية، وعملن في إطار من التعاون والتفاهم التامين مع الأطباء المدنيين على وقاية المغاربة، والأجانب الموجودين بالمغرب على حد سواء، من الفيروس.
وفي هذا الإطار، عملت الطبيبات الدركيات على إبراز إمكاناتهن المهنية المتصلة بعلم الأوبئة- من الناحيتين التحليلية والوقائية، حيث شرعن ، منذ ظهور الفيروس ، في الاستعدادات المكثفة التي كانت تتغيى بلوغ أقصى حالات التأهب تلافيا لهجوم (كوفيد-19) على حين غرة.
ومن جملة الجهود التي تمت تعبئتها، في هذا الصدد، مشاركتهن الفعالة في أنشطة مختبر التحليلات والأبحاث الطبية التابع للدرك الملكي، الذي يتوفر على إمكانيات تقنية وفنية مصادق على جودتها ودقتها في مجال التحليل المشخص للالتهابات الفيروسية، وعلى رأسها (كوفيد- 19).
وبعد مرور سنة من الترقب والخوف والإرهاق والأمل، تظل الطبيبة الدركية منبعا لا ينضب معينه وجنديا لا تنفرط رباطة جأشه، متأهبة للمساهمة في كافة الجهود التي تروم محاصرة الفيروس الخبيث الذي مازال جاثما على الأنفاس، وكذا الإشراف على عمليات التلقيح، التي باتت المملكة أحد النماذج البارزة في تدبيرها.
تجسد الليوتنان-كولونيل، سناء بلويز، نموذج الطبيبة الدركية التي هبت لتعزيز الصفوف الأمامية منذ الوهلة الأولى، رغم أن حماستها وحيويتها لا يعكسان الإجهاد الذي رزحت تحته خلال هاته الفترة العصيبة، فتراها توجه جهود الطاقم المساعد لها بسلاسة، ناقلة إليهم “عدوى” النشاط والتحفز والتأهب.
اعتلى مُحيّا الطبيبة في المصلحة المركزية للصحة بجهاز الدرك الملكي الفخر والاعتزاز وهي تنوه، في بوحها لوكالة المغرب العربي للأنباء، بالدور الهام الذي تضطلع به الطبيبة الدركية في مجال الطب، لا سيما خلال استشراء الجائحة، وهي التي كانت وما تزال حاضرة في الصفوف الأمامية إلى جانب زملائها الرجال- بين الطاقم الطبي والشبه طبي تحت إشراف قائد الدرك الملكي.
وتكفي نظرة خاطفة على المسار الأكاديمي لليوتنان-كولونيل سناء بلويز حتى يتضح بجلاء عزمها المتأصل على الجمع بين حزم الدركي وعناية الطبيب، حيث التحقت بصفوف الدرك الملكي كطبيبة في الطب العام بعد تخرجها من المدرسة الملكية لمصلحة الصحة العسكرية سنة 2001.
وتقلدت الطبيبة ليوتنان-كولونيل، سناء بلويز، عدة مهام في جهات مختلفة، من بينها اشتغالها بالمستوصف العائلي بسلا الجديدة، وبوحدة مجموعة الفيالق المتنقلة بسلا، لتنتقل بعدها إلى المصلحة المركزية للصحة بالرباط، حيث تتمركز مهامها حول أربعة محاور؛ تتمثل في الوقاية والعلاج والتتبع، فضلا عن طب العمل.
وأشارت الطبيبة الدركية سناء بلويز، التي تخصصت في الطب الرياضي، إلى جانب طب المستعجلات، أمراض السكري، والحمية الغذائية، من بين تخصصات أخرى، إلى أهم ركيزتين في اشتغالها إبان احتدام نير الجائحة؛ والمتمثلتان أولا في الوقاية، من خلال القيام بحملات توعية بالثكنات لتحسيس الدركيين وعائلاتهم بخطورة الوباء وطرق الوقاية منه.
في حين تتعلق الركيزة الثانية بالعلاج، حيث انضاف إلى عملها اليومي برمجة التحاليل الطبية، واختبارات الكشف عن فيروس كورونا (PCR)، والتحري والعلاج وتتبع الحالات المؤكدة والحالات النشطة، إلى جانب التلقيح، حيث أكدت أن الدركيين يتلقون الجرعة الثانية للقاح في جو من التفاؤل والامتنان.
وقد شكلت إسهامات الطبيبة الدركية نموذجا لروح التضامن الوطني بين المدنيين والعسكريين إبان الظروف العصيبة التي أفرزتها الجائحة، وهي التي جمعت بين الحسنيين؛ الانضباط العسكري الذي لا يترك مجالا للصدفة ، واللمسة الطبية الواقية من لذغات الفيروس القاتل.