سعيد بن قاور
يستخدم الجيش الروسي في أوكرانيا سلاحاً صغيراً ورخيصاً نسبياً، أثبت فعالية عالية، وهو يخصصه بشكل عام لاستهداف الآليات والمدافع المتقدمة تكنولوجياً التي تملك القوات الأوكرانية عدداً قليلاً منها، وغالباً ما تكون حصلت عليها من الغرب.
منذ بدء الحرب في شباط-فبراير من العام الماضي، نشرت حسابات مؤيدة لروسيا في وسائل التواصل الاجتماعي العشرات من المقاطع المصورة من المسيّرات الصغيرة [درونات مخصصة غالباً لعمليات الاستطلاع] حيث تستهدف مسيرة
“لانسيت” السريعة جداً، المدفعية الأوكرانية التي قدّمتها الولايات المتحدة أو المدافع ذاتية الحركة أو حتى المدرعات. عُرضت مسيّرات لانسيت للمرة الأولى خلال معرض دفاعي في روسيا عام 2019 وهي من إنتاج مجموعة “ZALA Aero Group” الروسية
جرّبها الجيش الروسي ضدّ هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا) في إدلب السورية في نيسان-أبريل 2021. رسمياً هناك
نموذجان منها: لانسيت-1 ولانسيت-3. الثانية أكبر وقادرة على حمل كمية أكبر من المتفجرات ولكنها أبطأ وتيرة. الأولى تطير نحو 30 دقيقة والثانية نحو 40 دقيقة وسرعتها القصوى تبلغ 110 كيلومترات في الساعة. وخلال الحرب الأوكرانية
بدأ الجيش الروسي باستخدام نموذج جديد منها، يمكن أن يطير نحو ساعة كاملة. وفي الحرب الأوكرانية، يستخدم الجيش الروسي
تلك المسيّرات خصوصاً لضرب الأسلحة الأوكرانية ذات المدى البعيد. ولكن حتى الآن لم تنتشر أي صور لها وهي تستهدف راجمات الصواريخ الأمريكية، هيمارس.
لماذا تعتمد عليها روسيا؟ بعد الضربات التي تعرضت لها المروحيات الروسية، وبعدما تأكد أنّ هناك بحوزة الجيش الأوكراني المئات وربما الآلاف من أنظمة الدفاع الجوي المحمولة على الكتف [من نوع إيغلا أو ستينغر] التي تهدد قواتها الجوية، غيّرت موسكو تكتيكها ولجأت إلى استخدام هذه الطائرات الانتحارية