كباسي نجيد
إطار جولتها المسرحية الوطنية، تستعد فرقة الرواد للمسرح بمدينة خريبكة قريبا، لتقديم عرض آخر، لمسرحيتها الجديدة “لاگار”، وهي من تشخيص عدد من الوجوه الفنية البارزة والمتألقة، وهم عبد الرزاق ولد عامر وهند بن جبارة ومنصور بدري وسارة فارس ، ثم كرم لمراني.
ويأتي تقديم هذه المسرحية، بدعم من وزارة الشباب والثقافة والتواصل قطاع الثقافة، وإنتاج ” أكت فور كومينوتي” خريبكة، بعد عروض ناجحة ومبهرة، في كل من مدن الدار البيضاء والجديدة، وسطات وأكادير، حيث لقيت استحسانا كبيرا من قبل الجمهور، الذي تفاعل معها بشكل لافت. هذه المسرحية الفكاهية ذات البعد الاجتماعي والإنساني والوجداني، هي من إخراج عزيز أوشنوك، تأليف عبد المجيد أدهاب
سينوغرافيا أحمد أمين الفاضلي، أنار إضاءتها الفنان جواد احديدو، موسيقى وإدارة وعلاقات عامة يونس بوجنويت، والمحافظة العامة لعبد الإله بعلوش ومهدي حداد. العمل المسرحي، الذي أدى فيه الممثلون والممثلات أداء رفيعا، بإخراج مميز، يتناول بتشويق فني ماتع، قصة أشخاص التقوا في محطة القطار صدفة، حلمهم واحد، وهو السفر لتحقيق المبتغى. لكن الغريب أنهم التقوا في فضاء أكثر غرابة، بزواره وحراسه وتوقيته، حيث يختلط الواقع بالخيال، في قالب فني ساخر جميل، يسافر بالمتفرج الى عوالم وأزمة وسريالية وغامضة عبر شخصيات مركبة، بدء من الكتبي الذي اتخذ من المحطة سكنا له لمطاردة حلمه.
في المحطة الغريبة، يلتقي المدمن المحبط والمتأرجح بين الرحيل والبقاء، ثم حارس المحطة الذي يحلم بالترقية، وامرأتان مختلفتان، لكن لهما قاسم مشترك عن ماض هزمهما وتنكر لهما. في هذا الفضاء يحاول الكل شرح دواعي الرحيل، لكن يأتي أمر طارئ، يخبر الحارس بزيارة مهمة، فيطلب منه رئيسه تحسين وضع المحطة، وإبعاد المتسولين والغير اللائقين، فيجد الحارس نفسه محرجا.
في هذه الحالة يلجأ الحارس إلى حيلة، فيطلب من بائع الكتب والسكير والمرآتين أن يحسنوا من مظهرهم، ويتظاهروا بأنهم من طبقة راقية، وهو ما ينعكس على المحطة،
وبعد عدة محاولات يغير الجميع سلوكه، لكن المفاجأة ان لا أحدا يأتي، ولا تعدوا تلك المبادرات، مجرد حلم من أحلام أخرى غريبة، وغير حقيقية، لتبقى المحطة فضاء للغرابة والتشويق والفرجة والصمت والإبهار، وانتظار قطار أحلام لن تجيء، ثم يسدل الستار.