وسيمة جمعون العرائش
لم يمر شهر على تعيينه مديرا إقليميا لقطاع القافة بتطوان حتى هبت الزوابع التي ستليها التوابع.
فالمجتمع المدني بعمالة المضيق- الفنيدق غاضب بشدة من تطبيق متعسف لقرار الأداء على المراكز الثقافية وهي المحدثة في إطار الشراكة مع البرنامج الوطني للتنمية البشرية، بغية فك العزلة عن المنطقة وإدماج الشباب في الحياة المجتمعية، وليس بهدف جعلها قاعات للحفلات الخاصة تمنح لمن يدفع أكثر..
وبدورها النخب في تطوان غاضبة من تعيين شخص لا يمت للثقافة بصلة؛ وسبق وفشل في إدارة مديريتين سابقتين فشلا ذريعا، آخرها لم يتعد مكوثه بها ثلاثة أشهر. شخص تراه ساكنة الحمامة البيضاء كما عبرت عنه في وسائل التواصل الاجتماعي جاهل بمكانة المدينة الحضارية وتاريخها الثقافي العريق
؛ ولا تجارب له مطلقا في إدارة المشاريع الثقافية الكبرى التي تعرفها الحاضرة أو الكبيرة كالمهرجان الدولي للعود أو عيد الكتاب، ولا حتى مسايرة إيقاع زخم المجتمع المدني بها. شخص تعتبره أطر الوزارة دخيلا عليها؛
نزل بالمظلة السحرية التي تحمل لونا حزبيا معينا؛ ثم فرض على الجميع رغم افتقاره للكفاءة والمهنية بحكم تخصصه البعيد عن التدبير الثقافي.
ولأجل هذه الغطاء الحزبي تتم التغطية دوما على زلاته التي لا تغتفر.
واليوم، صار الجميع مستاء من الوضع والحنين طاغ إلى أيام تسيير حزب الاتحاد الاشتراكي الناجح لهذه الوزارة التي جعلت منها حكومة التناوب ورشا للمشاريع الكبرى التي خلقت حركية ثقافية وفنية لا زلنا نقطف ثمارها إلى اليوم.
كم تناهى على العلم بأن الفعاليات المحلية بتطوان بعد المضيق والفنيدق تستعد هي الأخرى لوضع عريضة ضد هذا المدير بمصالح عمالة تطوان. فمتى يستفيق السيد وزير الثقافة ليصحح القرار الخاطئ. نهمس في أذنه ونقول
: تصحيح الخطأ هو جوهر كل الصواب، أما غلق الآذان والاستمرار على نفس الخطأ فهو أعظم خطأ في الوجود. وأول خطوة نحو الصواب هي إعلان مباراة شفافة لتولي هذه المسؤولية الجسيمة لتسيير اكبر مديرية إقليمية للثقافة، تندرج ضمن حيزها خمس أقاليم فاعلة ثقافيا: تطوان-
تطوان-لمضيق- الفنيدق- العراش والقصر الكبير- شفشاون ووزان.
أقاليم تحظى برعاية ملكية خاصة وتعرف فورة على مستوى البنيات المحدثة، وحركية مجتمعية غير عادية وتاريخ حضاري عريق؛ ما يجعل المنصب كبيرا جدا على مؤهلات المدير الحالي الذي لا خبرة له بمجال التدبير الثقافي. وجب الان التغيير الحقيقي لإصلاح الإدارة
؛ أما الاكتفاء بحركة إدارية ساذجة بموجبها يتم تنقيل من فشل في مهامه هنا إلى هناك، فهو در الرماد على العيون ولا علاقة له بأي إصلاح إداري.