جبير مجاهد
بمناسبة اليوم العالمي للمدرس الذي يصادف 5 أكتوبر من كل سنة، احتضنت قاعة الاجتماعات بمقر غرفة التجارة والصناعة والخدمات بخريبكة، عشية يوم الجمعة 6 أكتوبر 2023، ندوة فكرية من تنظيم الجمعية المغربية المدرسي الفلسفة فرع خريبكة، تحت شعار ’’مدرس الفلسفة أية هوية’’. افتتحت هذه الندوة بكلمة ترحيبية لرئيسة الجمعية المغربية لمدرسي الفلسفة فرع إقليم خريبكة، الاستاذة سعيدة الشرفاوي، التي انطلقت بالحديث عن تاريخ تأسيس الجمعية المغربية المدرسي الفلسفة، مبرزة أهمية هذه الندوة التي تعالج هوية مدرس الفلسفة، أو بالأحرى كينونته و ما يجعله متميزا و مختلفا عن باقي المدرسي
ن، بالنظر إلى طبيعة مادة الفلسفة، وطبيعة القيم الملقاة على عاتقه قصد تمريرها إلى المتعلم، و حجم الاكراهات التي تعيق ذلك
بعد ذلك تناولت الأستاذة الدريسية حزاز كلمة، أشارت من خلالها إلى هوية مدرس الفلسفة الذي له خصوصيته وجوهره ومرجعياته و طقوسه. فهو يجعل من خصائص التفكير الفلسفي ممارسة فعلية من طرف التلاميذ منفتحا على العلوم الطبيعية، السياسية والتقنية وكل معطيات الوجود الإنساني منطلقا من مضامين مقررة يجعلها غاية وليست وسيلة مرسخا القيم الإيجابية. أما الأستاذ بن عمار هشام، وهو مفتش تربوي فقد تطرق في مداخلته إلى المحتفى به وهو المدرس في مختلف اللغات والتقاطعات الموجودة بين مفاهيم متقاربة: المعلم، الأستاذ، المدرس وخصوصية كل مفهوم على حدة.
ركز في مداخلته بشكل خاص، على المدرس لأنه هو المعلم والأستاذ وعمود المدرسة بالضبط الحديثة كمؤسسة تابعة للدولة تختلف عن ما كان يسمى بالاغورا أو الفضاء العمومي. كما تحدت أيضا عن التحديات التي تواجه المدرس وهي تحديات ترتبط بالثورة الرقمية وبالذكاء الاصطناعي. وأمام هذه التحديات لابد من نموذج بيداغوجي لا يقوم على الحشو. حتى تكون للفلسفة فائدة وهي أن نفكر جيدا كي نعيش جيدا، والسبيل إلى ذلك الحجاج المنطقي الفلسفي الذي يكون حاضرا في مجموعة من الميادين ذات البعد القيمي الثقافي. أما المفتش التربوي حميد هرماش، فقد لامس في مداخلته مجموعة من القضايا، عبر طرح أسئلة نظرية وأخرى تربوية ترتبط بدرس الفلسفة أو مدرس الفلسفة من خلال نماذج من الاساتذة:
في مقدمتها الاستاذ المثالي الذي تتحدد هويته في التركيز على تقديم الجانب المعرفي على حساب المطالب البيداغوجية، ثم الأستاذ الخبير البيداغوجي الذي ينطلق في عمله من درس تقني يعاد إنتاجه واستثماره في الامتحان والتقويم. وفي كلتا الحالتين تتحدد العلاقة بين المتعلم والمدرس بين ما هو تربوي وبيداغوجي رغم أن الجانب البيداغوجي يبقى طاغيا ما يجعل العلاقة خاصة مركبة، معقدة نفعية تحمل تناقضات نفعية مفروضة، فجائية عابرة، مكتسبة وغامضة
وفي تصريح للأستاذة سعيد الشرفاوي رئيسة فرع خريبكة للجمعية المغربية لمدرسي الفلسفة، أبرزت أن هذا الفرع، عرف حركية ونشاطا ملموسا خاصة بعد تجديده، فقد أخذ المكتب الحالي على عاتقه إخراج الفرع إلى حيز الوجود فكانت البداية مع أهم مناسبة تهم الجمعية بشكل مباشر وهي الاحتفاء باليوم العالمي للمدرس واستحضار مكانته عامة ومدرس الفلسفة بشكل خاص، داخل المنظومة التعليمية التعلمية، ناهيك عن أدواره داخل المجتمع، ذلك انه من بين المبادئ العامة للجمعية الاعتراف بخدمات المدرس المهنية والجمعوية. والان من خلال موضوع الندوة المتعلق بهوية مدرس الفلسفة تتطلع ان تساهم الجمعية في أنشطة اجتماعية وأن تكون قوة اقتراحية في تنظيم الشأن العام. وفي نهاية هذه الندوة واعترافا منها بمجهودات المدرس ودور الفعال داخل الحقل التربوي، أبت الجمعية إلا أن تكرم أستاذا قدم الشيء الكثير للمنظومة التربوية، وهو الأستاذ عبد العزيز الخلوقي الذي تقاعد هذه السنة والذي كان مساره المهني حافل بالعطاء،