المواطن 24: طنجةإكرام الشاعر
باتت بعض الظواهر المشينة التي تهدد سلامة المواطنين, تثير استياء وتذمر الساكنة، بحي طنجة البالية بمدينة طنجة، خصوصا أن الكثير من حوادث السير التي عرفتها بعض الأحياء، سببها احتلال الملك العام لبعض المقاهي والمطاعم المسكوت عنهم، يملكها أناس تحت وصاية أشخاص نافذين في المنطقة استطاعوا احتلال أرصفة المارة ببناء حدائق ، أو وضع كراسي قد تتعدى الرصيف وكأنها ضيعتهم الخاصة وذلك أمام مرأى الساهرين على تدبير الشأن المحلي بالمدينة.
وأصبحت هذه الظاهرة، كابوسا حقيقيا للراجلين، وهذا تحدي صارخ للقوانين المنظمة للسير والجولان. فوجود كراسي وطاولات على الأرصفة تمنع المواطنين من حق المرور بكل حرية، وتجبرهم على استعمال طريق السيارات. والمشكل المثير للانتباه، الذي لا يمكن صرف النظر عنه، هو أن مستعملي الطريق أغلبهم يمرون بمحاذاة المقهى عند توجههم للدراسة ويضطرون لقطع الطريق وهم معرضون للخطر وسط الشاحنات والسيارات، مما يجعلهم عرضة لحوادث سير
. وأمام هذا الوضع يتخوف الآباء على أطفالهم كل مرة وهم يمرون من طريق كلها مقاهي مترامية الأطراف على الرصيف بأكمله بكراسيها وطاولاتها، دون ترك ولو حيز بسيط لفلذات أكبادهم للوقوف في انتظار فراغ الشارع من وسائل النقل والمرور بكل اطمئنان، مع العلم أن أماكن سير الراجلين منعدمة. والجميع يعلم أن المقاهي لها الحق في استغلال ثلث الملك العمومي لا غير، وعلى السكان كذلك احترام الملك العمومي وأخذ رخص على أي استغلال ولو شبر منه ، لذلك ليس من واجب السلطات غض الطرف عن هذه الفوضى والتسيب، بل وجب عليها تفعيل العقوبات المعمول بها، وكذا الغرامات ضد المخالفين للقانون والنظام العام.
ويبدو أن سلطات حي طنجة البالية قد فشلت أمام نفوذ صاحب مقهى بالمنطقة الذي يستغل الملك العمومي دون حسيب و لا رقيب، فعجز السلطات المحلية أمام صاحب هذا المقهى، أصبح يرسل إشارات خاطئة، أن ذات السلطات تطبق القانون على فئة معينة دون تأخر، فهل سيتدخل والي جهة طنجة لاعادة الأمور إلى نصابها أم ستبقى الأمور على حالها و تستمر الانتقائية في تطبيق القانون. ومن جهتها،
الساكنة، تستغرب لهذا الوضع، مما يدفع إلى التساؤل عن دوافع لامبالاة المسؤولين مقابل خطورة الوضع واعتبار وجود كراسي وطاولات المقاهي في الرصيف مدعاة للسخرية وحرمانا للمواطن من حق المرور، كما أكدوا على ضرورة تدخل الجهات المختصة من أجل تحرير الملك العمومي ورد الاعتبار للمواطن.