؟ لحسن كوجلي
: رغم ان مهنة التسول معروف كونها ظاهرة اجتماعية منذ زمن قديم، الا ان انتشارها مؤخرا بات يرسم صورة مقيتة عن مغرب حديث في طريقه لتنظيم بطولة كأس العالم لكرة القدم
. و قد أثار انتباهي في كل مناسبة اتسوق فيها اي سوق اسبوعي، كثرة المتسولين، الذين لا يكاد المرء يفترق مع واحد منهم حتى يلاقيه اخر بالدعوات والطلب، بل ولم يسلم منهم حتى من تعب و قصد احدى مقاهي ومطاعم السوق ليستريح و يحتسي كاس من شاي او تناول بعض الماكولات، حيث يأتيه المتسولون تباعا، من مختلف الاعمار والجنس، ياتونه طالبين بكل اللهجات، ومنهم من يتسول باستعمال ادوات موسيقية، تضيف الى المتهالك صداعا من نوع اخر. و نظير هذا الانتشار الواسع للمتسولين، لم اصل الى ادراك الاسباب الدافعة لشيوع هذه الظاهرة، ان كان الفعل مرتبطا بالفقر والعوز، ام كونه ملتسقا في ادهان البعض كوسيلة للربح بدون جهد بدني و فكري.
و كيفما كانت الاسباب، فان الظاهرة تؤكد بالملموس وجود عقد و اختلالات بنيوية داخل المجتعم يصعب حلها والقضاء عليها، خصوصا في ظل غياب مخططات وقائية و وسائل ردعية وحقوق انسان يضمن العيش الكريم للافراد. و حسب ملاحظتنا، ان المواطنين انفسهم يساهمون بما لا تدرك ذاتهم في ذيوغ وزرع وتشجيع هذه الظاهرة عندما يمدون المال الى المتسولين، خصوصا الاطفال منهم. والقضاء على هذه الافة الهابطة، يستدعي تظافر الجهود من جميع الفئات، الحكومة والمؤسسات وسلطات وافراد.
Entrer