الاستاذ عزالدين الشافي
تعتبر قصيدة الحراز التي تنسب إلى الشاعر المغربي المكي بلقرشي الأزموري المتوفى سنة (1352ه) الذي يعد من رواد الملحون المغربي من أجود القصائد الملحونة التي أبدعها هذا الشاعر المغربي، ولقد نظم المكي بلقرشي أيضا عدة قصائد أخرى من بينها خصام الباهيات والعاشقة مولات التاج وهي من أشهر القصائد الملحونة التي كانت تنشد بساحة جامع الفنا كما تم نقلها الى القطر الجزائري وتم تحوير أبياتها الأصلية وطبعت بألحان موسيقية جزائرية مختلفة تماما عن النسخة الأصلية المتداولة في المغرب تعتبرقصيدة الحراز من أشهر القصائد الفرجوية الممسرحة في قالب شعري سردي … العنوان …
اشتهرت هذه القصيدة بالحراز ووقع خلاف في هذا الاسم فمنهم من يقول على أنه صيغة مبالغة للفعل “حرز” بمعنى منع وصد ومنهم من يقول أنها اسم لشيخ حجازي كان شغوفا وولوعا بالزواج بالحسناوات العذراوات بنية المتن الحكائي تتألف بنية هذه القصيدة السردية الإنشادية من ثلاث شخصيات وهي العاشق والحسناء والشيخ الحراز ومقدمة سردية ومتوالية حكائية منتظمة وخاتمة ولازمة غنائية متكررة بين المقاطع … مال حراز الدامي مايثيق بيا ..هيهات غير حاضي لوقات فثيابو مسلم …
.وفعايلو رومية الوضعية البدئية تتكلم القصيدة بلسان العاشق المتيم الذي جاء متنكرا في صفات متخفية لعله يحرر عشيقته من أسر الحراز وفي نفس السياق يقدم الناظم صفات هذا الحراز الذي يأبى التطويع والانقياد للحيل والخدع المتنوعة التي لجأ إليها العاشق ومن صفاته ما يجاور عمرو جيران عاس على القتلا مشمور جامع اطراف عيونو عگدة وقت مانجيه انصيبو عبوس المكروه ..الرذيل البهات … مايثيق بيا ..هيهات ….غير حاضي لوقات في ثيابو مسلم ..فعايلو رومية وبعد ذلك ينتقل الناظم الى الحيل والخدع التي لجأ إليها من أجل الظفر بالمعشوقة الحسناء لقد جاءه في صفات القاضي وخادم السلطان و صفة عابر سبيل طالب الضيافة وتارة في صفات منجم وفقيه عالم ومتصوف مجذوب وتارة في صفات فتاة عذراء إلا أن الحراز كان دائما يتصدى له بالقوة اللفظية من أجل إبعاده عن منزله ويظل العشيق يتردد على الحراز دون جدوى .
.. وفي النص الأصلي نجد أن العشيق سيتمكن من الاحتيال على الحراز ويأتيه في صفة شاعر من الشام يردد أشعاره في الأزقة فتسمعه عشيقته وتطلب من الحراز أن يدخله وبذلك تآمرت معه على منح الحراز تعويذة سحرية جعلته طيعا ولينا وهادئا وهو مايدل ضمنيا على أن المرأة قادرة على تطويع الرجل إن هي أرادت الانعتاق من سلطته وجبروته وبطشه.. من مميزات هذه القصيدة المسرحية ما يلي تناغم السرد والوزن .
. الاسترسال النظمي على شكل جمل حكائية و صفية عدم التقيد بالبناء العروضي التقليدي تنويع الاوزان والقافية والروي الدقة في الوصف الفكاهي … والقصيدة من المطولات ونصوصها مختلفة وبالتالي حاولنا تناولها من خلال النص المتداول الذي ينشد في المغرب ….
الاستاذ عزالدين الشافي