فرانكفورت:فاطمة أحمد الشدادي
غيّب الموت بمدينة تطوان، المبدع والفنان التشكيلي التطواني عبد القادر العبدي بعد صراعٍ طويل مع المرض. ويعتبر الراحل عبد القادر العبدي فنان الشعب ومن رواد ومؤسسي الفن التشكيلي بالمغرب،ويُطلق عليه ملك “المائيات” كما بصم على لوحات فنية راقية ومسار فني متميز وادخل فنه وإبداعاته إلى البيوت والمحالات التجارية كرسالة فنية إنسانية من أجل نشر ثقافة الفن والدوق الرفيع.
فالكتابة ليست شيئاً سهلاً عن الراحل فنان الشعب عبد القادر العبدي،أتقن وابدع مستعملاً مواضيع هامة تُعنى بالإنسان ومعاناته،وعرف بالمروث الثقافي لشمال المغرب،وعن تقاليد وعادات المغاربة من خلال أعماله الفنية الرائعة. كان ذلك المُبدع الذي يعمل بدأب على نسج مغامراته الفنية،والغوص في دروب تطوان العريقة،ورسم المعاناة على وجوه الإنسان الضعيف الذي يصارع من أجل البقاء والحياة كما أنه اهتم بالمرأة القروية “الجبلية. كما استلهم االراحل فنان الشعب عبد القادر العبدي الكثير من مواضيع لوحاته وفضاءاتها من مدينته تطوان، المدينة التي تحتضن معهد الفنون الجميلة، التي درس فيها المرحوم ومدينة الحضارة الأندلسية والسيدة الحرة ومهارات الصناع التقليديين والجسر الرابط ما بين الشرق، في معناه الفكري والحضاري، والغرب، بمعناه الجغرافي والحضاري استعذب الراحل الفنان العبدي مُمارسة الفن التشكيلي، فخلق لنفسه أسلوباً خاصا به، يتميز به على الساحة التشكيلية في الوطن العربي وخاصة في “المائيات” وحتى التجريد ابدع فيه
. والمتلقي لأعماله الإبداعية الرائعة يستطيع عبر لوحاته الغوص في لجة الحياة المغربية، ومعايشة وقائعها وشخوصها، وتذوق جماليتها القائمة على تناسق الألوان والظل والضوء. إن فن فنان الشعب العبدي هو عصارة عمل حضاري، والحضارة لا تقوم بالعاطفة وحدها،ولا بالعقل وحده، بل هي نتاج انصهار التذوق والقُدرات في بوتقة الإنسان المُبدع، العاشق لحارات وأزقة، المدن العتيقة، وخاصة تطوان، التي عاش وترعرع فيها، واستنشق من هوائها النقي المليء بعطر الفنون الجميلة، وبمهارة الصناعات التقليدية والنقوش الأندلسية والخط العربي. وما حققه الفنان الراحل عبد القادر العبدي في القرن الماضي، حتى نال إعجاب النقاد وعُشاق الفن التشكيلي، جعله يُبهر المُشاهد اليوم بإبداعاته الفنية المُتجددة، التي يُنظر إليها بعين الدهشة والإعجاب، ساعده في ذلك تاريخه الفني الطويل.
وهي إبداعات توجد بالقصور والبيوت والمحالات التجارية والمقاهي لتعطي لمساره الفني الصبغة التكاملية. حلق الفنان العبدي بأفكاره بعيداً حتى أبدع إبداعاً فنياً يدعونا إلى التوقف والتأمل…هو دائماً تخلط هوايته وعشقه لفنه وريشته وألوانه الزاهية المتأثرة بتاريخ وحضارة الأمة العربية الإسلامية، والجذور الإفريقية. وبهذه المناسبة الأليمة تتقدم هيئة تحرير جريدة المواطن24 بأحر التعازي لعائلة الفقيد ولأصدقائه وأحبابه ونتمنى له الرحمة والمغفرة. وانا لله وانا اليه راجعون