محمد مجاهد:
اعتمدت خلال هذا الموسم الفني الرمضاني أن أؤجل رأيي أو بالأحرى المتابعة النقدية لآخر الحلقات . لكن انتابتني ملاحظة جديرة بالذكر ، لم أكن لأستطيع الصبر على تأجيل إبدائها ، تتعلق بما ما هو كوميدي / فكاهي سواء تعلق الأمر بالمسلسلات الدرامية او السيتكومات . حيث أصبح مرتكبوا فضائحها يتخفون وراء رغبتهم في إضحاك الناس ولا حاجة غير الإضحاك . مبررين نعوتاتهم و وصفهم لبعض الآخرين في المهن و مختلف المجالات المتطرق إليها بنوع ملفت قد يكون قذحيا أحيانا ، وهي مواضيع لا تعدو كل هراء فارغ لاجدوى منه ، ولا فائدة ولا طائل فيه .
تكلمنا كثيرا في الموضوع ، كل سنة بل كلما سنحت لنا فرصة المناقشة إلا و أكدنا على فراغ خانة – كوميديانا – ، حتى أسلوبنا أجبرنا على تغييره في الكتابة و أصبح العديد منا لا يجد تعبيرا مناسبا غير الهراء و التفاهة و الحموضة و مصطلحات أخرى مقرفة ، لكن الكاتب لا يجد غيرها في التعبير عما يلاحظه . فعوض أن نشاهد فنا هادفا يحمل رسائل وقيما تجدي الحياة اليومية للناس ، لنرافقه بقراءات تحليلية ونقدية حسب قواعد ضابطة للرفع منه و تطوير منهجه أكثر ، نصدم بما يسيء للمجتمع فردا و جماعة وما يجعلنا كنقاد مضطرين لتحريف أسلوبنا و غاصين في هوة هذا الفراغ العادم .
لقد أصبح كل هؤلاء الممارسين يدركون حق الإدراك أنهم فقط يهيمون على وجوههم ، مستغلين رغبة جهة معينة في بناء ثروتهم ، وهذا طبعا من حقهم ، لكن دائما نوجههم الى احترام الآخرين ولو بنبذ النعوت و الخوض في الوصف المباشر للناس و مجالات اشتغالاتهم . و أمام شعورهم بالذنب أو ربما خوفهم من السقوط في مطبات المتابعات القانونية ، يجعلون أمرهم فقط هم يضحكون الناس ولا علاقة لما يعرض بأناس بعينهم و لا بصفاتهم ولا بالحياة عموما . هذا التبرير فقط هو اعتراف كلي بكونهم لا يعرفون ما يقدمون ولا يدرسون سيناريوهات أعمالهم الواهية ، وهم فقط يقدمون خيالا خاويا من كل فائدة . يلعبون كالاطفال بل حتى بعض الرسوم المتحركة الموجهة للأطفال الصغار أفأد من أعمالهم الموجهة للكبار والتي لابد أن تحمل هدفها الاول في بناء صرح المجتمع بذل هدمه بمعاول أفكار مخيالهم . و التي لا تحرك فينا ابتسامة ولا ضحكة ولا قهقهة ، حتى ولو خرجوا من شاشاتنا و أضحوا يدغدغوننا مباشرة من تحت إبطنا حتى يغشى علينا ضحكا ما نجحوا في إضحاكنا ، لأنهم بكل بساطة لا يعرفون سبل الكوميديا الحقيقية الآن .
إن الكوميديا او الفكاهة عامة تتماشى و حالات المواقف و تنبني على دراسة للنص بكل عناصره الثلاثة : الحدث ، الشخصية ، الزمكان … دون اللجوء إلى ما قد سلف من شكل في اللباس و السحنات و الأصوات المزعجة .
لذلك على الجهة الداعمة من تلفزيون و غيره ان يعرف أن الانتاج الفكاهي و الدرامي لا يمكن ربطه بحيز زمني معين ، أو فرض جدول عرض وطلب يتحكم فيه إطار زماني : من كذا إلى كذا ، لأن هذا سيخصب فقط ما نشاهده من عطاءات طنجرة ضغط ، يتسابق في تهييء محتواها كل خارج عن المجال ، لأن الفاعل الحقيقي فيه يرفض مثل هذه السرعة في الاشتغال بل يحتاج إلى وقت شخصي في الإبداع إن في الكتابة أو الإخراج أو غيرهما … و هذا هو مكمن العلة و مربط فرسها . لو كان إنتاجنا يعتمد على استقبال مشاريع أعمال مكتوبة ، توضع رهن إشارة نخبة فعالة تغربل ما لا يصلح منه بكل موضوعية ورغبة في الرفع من مستوى كل معروض ، ثم نرتب لها أرضية اشتغالها من داخل المنظومة الفنية ولكل ذي حق حقه طبعا ، ربما لكان شأن موسمنا الفني غير شأنه الحالي .
تكلمنا كثيرا في الموضوع ، كل سنة بل كلما سنحت لنا فرصة المناقشة إلا و أكدنا على فراغ خانة – كوميديانا – ، حتى أسلوبنا أجبرنا على تغييره في الكتابة و أصبح العديد منا لا يجد تعبيرا مناسبا غير الهراء و التفاهة و الحموضة و مصطلحات أخرى مقرفة ، لكن الكاتب لا يجد غيرها في التعبير عما يلاحظه . فعوض أن نشاهد فنا هادفا يحمل رسائل وقيما تجدي الحياة اليومية للناس ، لنرافقه بقراءات تحليلية ونقدية حسب قواعد ضابطة للرفع منه و تطوير منهجه أكثر ، نصدم بما يسيء للمجتمع فردا و جماعة وما يجعلنا كنقاد مضطرين لتحريف أسلوبنا و غاصين في هوة هذا الفراغ العادم .
لقد أصبح كل هؤلاء الممارسين يدركون حق الإدراك أنهم فقط يهيمون على وجوههم ، مستغلين رغبة جهة معينة في بناء ثروتهم ، وهذا طبعا من حقهم ، لكن دائما نوجههم الى احترام الآخرين ولو بنبذ النعوت و الخوض في الوصف المباشر للناس و مجالات اشتغالاتهم . و أمام شعورهم بالذنب أو ربما خوفهم من السقوط في مطبات المتابعات القانونية ، يجعلون أمرهم فقط هم يضحكون الناس ولا علاقة لما يعرض بأناس بعينهم و لا بصفاتهم ولا بالحياة عموما . هذا التبرير فقط هو اعتراف كلي بكونهم لا يعرفون ما يقدمون ولا يدرسون سيناريوهات أعمالهم الواهية ، وهم فقط يقدمون خيالا خاويا من كل فائدة . يلعبون كالاطفال بل حتى بعض الرسوم المتحركة الموجهة للأطفال الصغار أفأد من أعمالهم الموجهة للكبار والتي لابد أن تحمل هدفها الاول في بناء صرح المجتمع بذل هدمه بمعاول أفكار مخيالهم . و التي لا تحرك فينا ابتسامة ولا ضحكة ولا قهقهة ، حتى ولو خرجوا من شاشاتنا و أضحوا يدغدغوننا مباشرة من تحت إبطنا حتى يغشى علينا ضحكا ما نجحوا في إضحاكنا ، لأنهم بكل بساطة لا يعرفون سبل الكوميديا الحقيقية الآن .
إن الكوميديا او الفكاهة عامة تتماشى و حالات المواقف و تنبني على دراسة للنص بكل عناصره الثلاثة : الحدث ، الشخصية ، الزمكان … دون اللجوء إلى ما قد سلف من شكل في اللباس و السحنات و الأصوات المزعجة .
لذلك على الجهة الداعمة من تلفزيون و غيره ان يعرف أن الانتاج الفكاهي و الدرامي لا يمكن ربطه بحيز زمني معين ، أو فرض جدول عرض وطلب يتحكم فيه إطار زماني : من كذا إلى كذا ، لأن هذا سيخصب فقط ما نشاهده من عطاءات طنجرة ضغط ، يتسابق في تهييء محتواها كل خارج عن المجال ، لأن الفاعل الحقيقي فيه يرفض مثل هذه السرعة في الاشتغال بل يحتاج إلى وقت شخصي في الإبداع إن في الكتابة أو الإخراج أو غيرهما … و هذا هو مكمن العلة و مربط فرسها . لو كان إنتاجنا يعتمد على استقبال مشاريع أعمال مكتوبة ، توضع رهن إشارة نخبة فعالة تغربل ما لا يصلح منه بكل موضوعية ورغبة في الرفع من مستوى كل معروض ، ثم نرتب لها أرضية اشتغالها من داخل المنظومة الفنية ولكل ذي حق حقه طبعا ، ربما لكان شأن موسمنا الفني غير شأنه الحالي .