الحجلي المواطن24
بعد توالي سنوات الجفاف على المملكة المغربية في السنوات الأخيرة أصبحت مدينة أسفي تعتمد على مياه الحاجز المائي (سد سيدي عبد الرحمان ) كمصدر وحيد لتزويد الساكنة بالماء الصالح للشرب بعد استنزاف الفرشة المائية بالإقليم .
(سد سيدي عبد الرحمان ) هذا كان بمثابة المزود الرئيسي للمجمع الكيماوي لأسفي عند تشيده ، لكن في غياب سياسات استباقية لأزمة الماء بمدينة أسفي و البحث و التفكير في مصادر احتياطية بعد التوسع العمراني و الصناعي الذي بدأ يعرفه الإقليم ، بدأت تطفو أزمة الماء بمدينة اسفي والنواحي بعد تعدد الاضطرابات في التزويد والتي وصلت إلى حد الانقطاع في بعض المناطق والبنايات التي تفوق طابقين بسبب خفض الصبيب مرة و الانقطاع التام للماء من المصدر مرة ثانية، هنا دقت المدينة ناقوس الخطر ونبهت المسؤولين بخطورة الوضع لتدارك الأمر ، و باستعجال، لإخراج المدينة من هذه الأزمة حيث تم الشروع في بناء محطة تحلية مياه البحر بعدما توقف المزود الرئيسي ( سد المسيرة) عن تطعيم الحاجز المائي بأسفي بسبب نذرة التساقطات على المنطقة .
وفعلا بعد تدخل السلطات العمومية و بشراكة مع المجمع الشريف للفوسفاط تم إنشاء محطة لتحلية مياه البحر في وقت قياسي بعد الوقوف السيد عامل الإقليم السيد الحسين شينان شخصيا على المشروع درءاً للأسوء، وبحضور وزير التجهيز والماء السيد نزار بركة أعطيت انطلاقة تشغيل هذه المحطة أملاً بأن المحطة ستزود المدينة كاملة بالماء الشروب ، كما صرح السيد الوزير نزار بركة بأن هذ المحطة لتحلية المياه البحر ستزود مدينة أسفي بنسبة 100٪ بداية يناير 2024 و مدينة الجديدة بداية فبراير الماضي ، وحسب موقع متخصص في الماء والمحافظة عليه التابع لوزارة التجهيز والماء فسيتم تأمين 10 ملايين متر مكعب من مياه التحلية لمدينة اسفي و 30 مليون متر مكعب لمدينة الجديدة ليرتفع الانتاج المرتقب خلال سنة 2024 و 2025 إلى 15 مليون متر مكعب لمدينة اسفي و 32 لنظيرتها مدينة الجديدة ليصل هذا الحجم سنة 2026 إلى 30 مليون متر مكعب لاسفي و 45 متر مكعب لمدينة الجديدة .
لكن هذه التطمينات سرعان ما تبخرت حيث لم يمر عليها إلا أشهر قليلة حتى اندهشت ساكنة أسفي للوضعية التي أصبح عليها تزويد المدينة والنواحي بالماء الصالح للشرب وصل لحد الانقطاع ،فأغلقت الحمامات ومغاسل السيارات وبدأت تتوالى إعلانات انقطاع الماء من الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء بأسفي لأسباب الصيانة ، ثم لأسباب فنية على مستوى منشآت الضخ بمحطة تحلية مياه البحر و تأثير قوة العواصف الرعدية عليها . و بدأت تدعو زبائنها لترشيد الاستهلاك الماء لندرة التساقطات والجفاف الحادة رغم تشغيل محطة التحلية مياه البحر حتى خرجت عمالة أسفي لتوضيح لساكنة الأسباب الحقيقية وتحددها في ثلاتة أسباب منها الانقطاع المفاجئ للإمداد من الحاجز المائي ثم نقص كمية المياه المحلاة بفعل قوة الأمواج البحرية ثم عطل في إحدى قنوات التزويد .
بعدها هبت عاصفة رعدية على مدينة أسفي فكشفت اختلالات كبرى قد نعتبرها تقنية بسبب نشوب حريق داخل المحول الذي يزود هذه المحطة بالكهرباء والمتواجد داخل المركب الكيماوي لأسفي استدعى نزول نائب المدير العام للمجمع الشريف للفوسفاط لمدينة اسفي للوقوف على مدى احترام المعايير الأمن والسلامة اللازمة في مثل هذه المنشأة الحساسة .
ليتسائل الشارع المسفيوي والمجتمع المدني داخل أسفي عن الأمن المائي داخل تراب إقليم أسفي وهل محطة تحلية مياه البحر هاته قادرة على تجاوز هذه الصعوبات المناخية والتقنية لتحقيق هذا الأمن المائي المنشود .
وماهي دلالات الزيارة المفاجئة والعاجلة لنائب المدير العام للمجمع الشريف للفوسفاط لمدينة اسفي ؟ هل تعتبر بمثابة البداية الحقيقية لتشغيل محطة التحلية مياه البحر بأسفي والوقوف على الاختلالات التي عرفتها المراحل التجريبية لهذه المحطة حفاظا على الأمن المائي لحاضرة المحيط ؟
أم أن على الساكنة المسفيوية أن تطلب الغيث النافع بقدر تحمل هذه المنشأة التي من المفروض أنها أنشأت تحث معايير السلامة والجودة العالية التي يتوفر عليها المجمع الشريف للفوسفاط تفاديا لاضطرابات في تزويد ساكنة المحيط ونواحيها بالماء الصالح للشرب .